دورية روسية في القامشلي تُثير التساؤلات

سامر الخطيب

2025.08.06 - 10:09
Facebook Share
طباعة

 سُيّرت دورية عسكرية روسية، يوم الاثنين، في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، في تحرك عسكري لافت تزامن مع زيارة رفيعة المستوى لمسؤولين سوريين إلى موسكو، ما أثار تساؤلات حول الرسائل السياسية خلف هذه الخطوة وتوقيتها.


وشملت الدورية الروسية 4 عربات مدرعة رافقتها مروحيتان حربيتان حلّقتا في سماء المنطقة أثناء تحرّك القافلة على الطريق الواصل بين القامشلي والقحطانية. اللافت في الأمر أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لم تُشارك في هذه الدورية، وسط معلومات عن منعها من ذلك، ما يشير إلى توترات غير معلنة في التنسيق الميداني.


التحرك الروسي الميداني جاء بعد أيام فقط من زيارة وزيري الخارجية والدفاع في الحكومة السورية إلى موسكو، حيث التقيا بنظيريهما الروسيين، في أول زيارة رسمية من نوعها منذ الإطاحة بالنظام السابق. هذه الزيارة وضعت على طاولة النقاش مستقبل العلاقات الثنائية، والدور الروسي في سوريا، خاصة فيما يتعلّق بالقواعد العسكرية وملف إعادة الإعمار.


خلال اللقاءات، أكد الجانب الروسي تمسّكه بدعم دمشق في وجه محاولات زعزعة الاستقرار، ورفض استخدام الساحة السورية لتصفية الحسابات الدولية، داعيًا إلى رفع العقوبات المفروضة على البلاد، ومشددًا على أهمية وحدة سوريا وسيادتها.


من جهته، شدد الجانب السوري على أن المرحلة المقبلة تتطلب شراكة استراتيجية حقيقية مع موسكو، وخاصة في ملفات العدالة الانتقالية، وإعادة تقييم الاتفاقات السابقة بين البلدين، بما يحقق مصالح السوريين في المرحلة الجديدة.


وفي تطوّر لافت، كشفت مصادر روسية عن أن القواعد العسكرية الروسية في سوريا ستكون ضمن أولويات النقاشات المستقبلية، ليس فقط لضمان أمن القوات الروسية، بل أيضًا لاستخدام تلك القواعد كمنصات لدعم جهود الإغاثة والمساعدات الإنسانية في المناطق المتضررة.


هذا التحرك الروسي، ميدانيًا وسياسيًا، يعكس تصميم موسكو على تعزيز حضورها في سوريا، ليس فقط من منظور أمني أو عسكري، بل أيضًا كفاعل رئيسي في رسم ملامح المرحلة المقبلة من مستقبل البلاد.


في المقابل، تبقى الشكوك قائمة حول مدى قبول القوى المحلية بهذا الدور، خصوصًا مع تزايد التوترات الميدانية والانقسام في الرؤى السياسية بين مختلف الأطراف الفاعلة على الأرض.


القامشلي، التي تمثل نقطة تقاطع للنفوذ الروسي، الأميركي، والتركي، تتحول تدريجيًا إلى ساحة اختبار حقيقية للتفاهمات الروسية – السورية، في وقت لا يزال المشهد السوري مفتوحًا على كل الاحتمالات.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 9