تصاعد وفيات المجاعة في غزة وسط استمرار الحصار
غزة _ وكالة أنباء آسيا
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، تتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق، مع دخول الحصار مرحلة أكثر قسوة، تسببت في شلل كامل لقطاعات الحياة الأساسية، لا سيما الغذاء والصحة. وفي الوقت الذي تغيب فيه الاستجابة الدولية الفاعلة، تظهر أرقام الضحايا لتكشف عن وجه جديد من وجوه الإبادة الجماعية: الموت جوعًا.
يعيش القطاع تحت حصار مشدد منذ سنوات، لكن الأشهر الأخيرة، وتحديدًا منذ مارس 2025، شهدت تشديدًا غير مسبوق تمثّل في إغلاق جميع المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، خاصة الإمدادات الغذائية والطبية. وقد أدى ذلك إلى انهيار شامل في المنظومة الصحية، وتفشي سوء التغذية، لا سيما بين الأطفال والنساء، في ظل تجاهل متعمد للتحذيرات الأممية، وصمت دولي يُفاقم الكارثة.
وأعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، الثلاثاء، عن وفاة ثمانية مواطنين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، حيث سجلت المستشفيات حالات وفاة جديدة في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
ومن بين الضحايا، طفل وسبعة بالغين، ليرتفع بذلك عدد من قضوا بسبب الجوع ونقص التغذية منذ بداية الأزمة إلى 188 شهيدًا، بينهم 94 طفلًا، مع استمرار الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل.
وتتداخل هذه الأزمة مع حملة إبادة جماعية متواصلة منذ أكتوبر 2023، حيث تواصل سلطات الاحتلال إغلاق جميع المعابر ومنع دخول الإمدادات الإنسانية، مما أدى إلى تفشي المجاعة وتدهور غير مسبوق في الوضع الصحي للسكان.
وحذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف خلال الأشهر الأخيرة، مشيرة إلى أن واحدًا من كل خمسة أطفال في غزة يعاني من سوء تغذية حاد. فيما أكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية وصلت إلى مستويات "مقلقة للغاية"، نتيجة السياسات الإسرائيلية المتعمدة التي تسببت في وفاة العديد من المدنيين، خاصة الأطفال والنساء.
ومنذ بداية العدوان، خلفت الإبادة الجماعية أكثر من 209 آلاف شهيد وجريح، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، فضلًا عن مئات الآلاف من النازحين، وسط استمرار المجازر وعمليات التهجير والتدمير، في ظل تجاهل تام للنداءات الدولية والأوامر القضائية بوقف الحرب.
