عبرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، عن رفضها الشديد لاعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على اثنين من موظفي الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل، أثناء تأديتهما لواجباتهما الوظيفية، في مشهد متكرر يُعيد تسليط الضوء على استهداف إسرائيل الممنهج للمقدسات الإسلامية في الأراضي المحتلة.
وبحسب بيان رسمي صدر عن الوزارة، فقد تعرض الموظفان معتصم سدر ومنجد النتشة لاعتداء جسدي مباشر داخل باحات الحرم، مما أدى إلى إصابتهما بجروح استدعت نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وقال مدير عام أوقاف الخليل، أمجد كرجة، إن هذا الاعتداء لا يأتي بمعزل عن سياسة متصاعدة لانتهاك حرمة الحرم الإبراهيمي، تشمل التضييق على العاملين والمصلين، ومنع رفع الأذان، وفرض إجراءات أمنية مشددة مثل البوابات الإلكترونية والتفتيش التعسفي، في محاولة لفرض واقع جديد في المكان.
ويُعد هذا التصعيد امتدادًا لمسار طويل من التضييق على الحرم الإبراهيمي منذ مجزرة 1994، حين اقتحم المستوطن باروخ غولدشتاين المكان وقتل عشرات المصلين، لتبدأ بعدها سلطات الاحتلال بفرض نظام تقسيم مكاني وزماني على الحرم، وتقنين الدخول إليه، خاصة في الأعياد اليهودية.
في هذا السياق، تُفسر الاعتداءات المتكررة بأنها جزء من محاولة فرض الهيمنة الإسرائيلية على الحرم وتحويله إلى مزار ديني يهودي بالقوة، وسط صمت دولي وغياب للمساءلة، رغم خضوع الخليل وبالخصوص البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي لاتفاقيات دولية تحظر تغيير الوضع القائم أو الاعتداء على حرية العبادة.
ودعت وزارة الأوقاف المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية إلى تحرك عاجل لحماية العاملين في الحرم ووقف الاعتداءات المتكررة عليه، مؤكدة أن هذا الاستهداف لا يطال فقط الأفراد، بل يمثل انتهاكًا مباشرًا للمقدسات الإسلامية وللهوية الثقافية والدينية الفلسطينية في مدينة الخليل.