مزاعم إسرائيلية: مصر تدبّر مؤامرة سرية ضد نتنياهو

القناة 14 العبرية تتهم القاهرة بشن حملة إعلامية منظمة وتحريض الرأي العام العالمي ضد تل أبيب

2025.08.05 - 03:09
Facebook Share
طباعة

كتبت- أماني إبراهيم

 

يبدو أن الحرب على غزة لم تعد تقتصر على الميدان، بل امتدت إلى حرب سرديات إعلامية متبادلة، تحمل في طياتها اتهامات عابرة للحدود وأهدافًا أعمق من مجرد الدفاع عن المواقف الرسمية. وبينما تبقى الشعوب رهينة لهذه المعارك الدعائية، تستمر غزة في دفع الثمن .

 

وفي تصعيد غير مسبوق على مستوى الخطاب الإعلامي بين القاهرة وتل أبيب، اتهمت وسائل إعلام إسرائيلية، أبرزها "القناة 14"، مصر بالتخطيط لـ"مؤامرة سرية" تستهدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمستشرق اليهودي المثير للجدل إيدي كوهين، على خلفية الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة وإغلاق معبر رفح الحدودي.

 

تأتي هذه المزاعم في وقت يتزايد فيه التوتر بين مصر وتل أبيب حيث تواجه القاهرة انتقادات متصاعدة بشأن استمرار إغلاق المعبر، وسط اتهامات بالمشاركة في "تجويع غزة".

 

وفي هذا السياق، نشر إيدي كوهين تغريدة باللغة العربية على حسابه بمنصة "X" قال فيها: "الحمد لله، لقد أدرك العالم العربي والإسلامي أخيرًا أن مصر هي التي تخنق غزة ولا تفتح معبر رفح"، وقد لاقت التغريدة انتشارًا واسعًا، وأثارت ردود فعل قوية في الأوساط الإعلامية المصرية والعربية.

 

وسرعان ما تحوّل الجدل إلى مواجهة إعلامية علنية، حيث ردت وسائل إعلام مصرية باتهام كوهين ونتنياهو بالتورط في "مؤامرة معادية لمصر"، وأن إسرائيل تستخدم جماعة "الإخوان المسلمين" كأداة سياسية وإعلامية لضرب الاستقرار الداخلي المصري.

وأبرزت تقارير مصرية تصريحات إعلاميين مصريين يتهمون إسرائيل بتحريك حملة إلكترونية ودعائية ضد القاهرة، متهمين كوهين بأنه "عميل للموساد" يعمل على تأجيج الرأي العام العالمي ضد مصر.

 

في المقابل، ردّ كوهين بتصريحات حادة، متهماً الإعلام المصري بأنه يعمل تحت توجيه مباشر من أجهزة الاستخبارات، قائلاً إن وسائل الإعلام العامة والخاصة في مصر "تلقت تعليمات بشن حملة منظمة ضد نتنياهو وشخصيًّا"، على حد وصفه، وأوضح أن تلك التعليمات، بحسب روايته، صدرت من "جهات عليا"، واتهم الصحفيين المصريين والمذيعين والمؤثرين بالعمل ضمن "منظومة دعائية ممنهجة"، هدفها تحويل إسرائيل إلى العدو في أعين الشارع المصري.

 

وواصل كوهين تصريحاته باتهام الإعلام المصري بترويج سردية مفادها أن هناك "تحالفًا سريًا" بين إسرائيل وجماعة الإخوان المسلمين، وأن تل أبيب هي من تحرّك التظاهرات في العواصم العربية المطالبة بفتح معبر رفح.

 

وأضاف ساخرًا أن بعض وسائل الإعلام في مصر صوّرته كمساعد شخصي لنتنياهو و"ذراعه الإلكترونية" في العالم العربي، وهو ما وصفه بأنه "حملة تضليل موجهة تخاطب جمهورًا غاضبًا ويائسًا يصدّق كل ما يُقال".

 

من جهته، لم يصدر عن السلطات المصرية أي تعليق رسمي حتى الآن على هذه المزاعم، إلا أن رد الفعل الإعلامي المصري يشير إلى وجود حالة من الاستياء الواضح تجاه محاولات تحميل القاهرة مسؤولية الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، في ظل حصار خانق تفرضه إسرائيل منذ أشهر.

 

سياق أوسع للصراع الإعلامي والسياسي

 

تندرج هذه التصريحات في إطار تصعيد مستمر منذ بداية الحرب الأخيرة على غزة، والتي دخلت مرحلة شديدة التعقيد، مع اتساع رقعة المواجهة الإعلامية والدبلوماسية.

 

وفي خلفية المشهد، تستمر الأزمة الإنسانية في غزة بالتفاقم، وسط اتهامات إسرائيلية بأن مصر تتلكأ في فتح المعبر، واتهامات مصرية مقابلة بأن إسرائيل تستخدم الورقة الإنسانية للضغط السياسي على القاهرة.

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 8