كتبت- أماني إبراهيم
في رد مباشر على الانتقادات الموجهة لمصر بشأن دورها في الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، نفى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، بشكل قاطع مشاركة بلاده في أي شكل من أشكال الحصار أو التجويع المفروض على الفلسطينيين، واصفًا تلك الاتهامات بأنها "كلام غريب" و"دليل على الإفلاس".
وجاءت تصريحات السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في قصر الاتحادية بالقاهرة مع رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية، لوونج كوونج، حيث أكد أن "هناك أكثر من 5 آلاف شاحنة مساعدات متكدسة داخل الأراضي المصرية وجاهزة للدخول إلى القطاع"، مشيرًا إلى أن "الجانب الإسرائيلي هو من يسيطر على المعبر من الناحية الفلسطينية ويمنع مرور هذه المساعدات".
وتواجه القاهرة منذ شهور انتقادات متصاعدة من منظمات حقوقية وشخصيات دولية ووسائل إعلام عربية وغربية، تتهمها بالمشاركة بشكل غير مباشر في الحصار المفروض على قطاع غزة، وذلك عبر قيود على عبور المساعدات من معبر رفح، المنفذ البري الوحيد غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية. كما اتهمت بعض الأصوات مصر بالتقاعس عن تسهيل مرور الإمدادات رغم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.
وكانت هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية من بين الجهات التي دعت مصر إلى تحمل "مسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية" باعتبارها الجار الجنوبي لغزة، والمساهمة بشكل أكبر في إنقاذ المدنيين المحاصرين، خاصة في ظل ما وصفته تقارير الأمم المتحدة بـ"الانهيار الكامل" للمنظومة الصحية وشبه استحالة الحصول على الغذاء والدواء.
السيسي: الحرب خرجت عن أهدافها
في حديثه، لم يكتف الرئيس المصري بنفي الاتهامات، بل اتهم إسرائيل بتحويل الحرب في غزة إلى "حرب للتجويع والإبادة الجماعية وتصفية القضية الفلسطينية"، على حد وصفه، معتبرًا أن ما يحدث لم يعد متعلقًا بتحقيق أهداف سياسية أو استعادة رهائن، بل "نهج مرفوض إنسانيًا وأخلاقيًا".
الموقف المصري الرسمي
تؤكد مصر في جميع المناسبات أنها تواصل جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة، وتدعو إلى إدخال المساعدات الإنسانية "دون قيود أو ابتزاز سياسي"، وتحمّل إسرائيل المسؤولية عن تعطيل وصول الإمدادات. كما ترفض القاهرة الاتهامات التي ترى أنها "تتجاهل تعقيدات المشهد الميداني" و"الضغوط الأمنية على الحدود".
وكانت مصر قد فتحت معبر رفح في أوقات مختلفة لإدخال المساعدات وإجلاء المصابين، لكنها تقول إن الوضع الأمني وتدمير البنية التحتية من الجانب الفلسطيني نتيجة القصف الإسرائيلي يعيق عمليات الدخول والخروج بشكل منظم.