مئات الصحفيين يطالبون بالدخول الفوري لغزة
بيان مشترك من كبرى المؤسسات الإعلامية لكسر حصار غزة
كتبت – أماني إبراهيم
نقلت شبكة Sky News البريطانية، في تقرير خاص للصحفية المخضرمة أليكس كروفورد، أن السلطات الإسرائيلية تواصل منع الصحفيين الأجانب من دخول قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، وهو ما وصفته بأنه "تعتيم إعلامي غير مسبوق" يقوّض القدرة على نقل الحقيقة الكاملة للعالم.
وقالت كروفورد، التي غطّت صراعات وحروبًا حول العالم لعقود، إن هذا المنع لا يُعَد فقط تعديًا على حرية الصحافة، بل يُفقد الجمهور العالمي حقه في معرفة ما يحدث فعلاً في غزة، في ظل حرب طاحنة أودت بحياة عشرات الآلاف وشردت الملايين.
وأضافت: "نُمنع من دخول غزة منذ أكتوبر الماضي، وإذا سُمح لنا بالدخول، فذلك فقط من خلال جولات خاضعة لرقابة الجيش الإسرائيلي، لا تتيح لنا التواصل مع المدنيين أو الصحفيين المحليين، ولا توفر أي حرية للحركة أو الاستقصاء".
مئات الصحفيين يطالبون بالدخول الفوري لغزة
وأكدت Sky News أن أكثر من 100 صحفي من كبريات المؤسسات الإعلامية العالمية – من بينها BBC وCNN وABC – وقعوا بيانًا مشتركًا يطالب السلطات الإسرائيلية والمصرية بالسماح "الفوري وغير المشروط" بدخول الإعلاميين الدوليين إلى القطاع.
ويؤكد الموقعون أن "الحرب في غزة تُغطّى اليوم من طرف واحد فقط"، مشيرين إلى أن الصحافة الحرة لا يمكن أن تؤدي دورها في ظل المنع الكامل من الوصول إلى أرض الواقع.
خطر على الصحفيين المحليين وتعتيم على الجرائم
كما حذر التقرير من أن استمرار هذا المنع لا يعزل الصحفيين الأجانب فحسب، بل يعرض الصحفيين الفلسطينيين الذين ينقلون الواقع من الداخل لمخاطر جسيمة، وسط غياب الحماية الدولية.
ووثقت منظمات حقوقية، بينها لجنة حماية الصحفيين (CPJ)، مقتل أكثر من 185 صحفيًا فلسطينيًا منذ بدء الحرب، في أكبر حصيلة للصحفيين القتلى في نزاع واحد منذ بدء التوثيق الحديث.
حرب بلا شهود دوليين
تواصل الحرب الإسرائيلية على غزة بلا انقطاع، وسط دمار واسع في البنية التحتية ونزوح غير مسبوق للسكان. وبينما تتحدث إسرائيل عن "استهداف حماس"، تحذر المنظمات الإنسانية من "كارثة إنسانية مستمرة" في ظل الحصار، وانهيار النظام الصحي، وغياب الغذاء والماء والدواء.
وفي هذا السياق، ترى Sky News أن الصحافة الحرة ليست ترفًا، بل ضرورة إنسانية لتوثيق الحقيقة، ومحاسبة أطراف النزاع، ومنح الضحايا صوتًا وسط الركام.
"الصحافة ليست عدواً لأحد"
في ختام تقريرها، قالت كروفورد: "وظيفتنا ليست خلق رواية، بل نقل ما يحدث كما هو. ولكي نتمكن من أداء هذه المهمة، علينا أن نكون على الأرض، نرى ونسمع وننقل، دون وسطاء أو وصاية".
"الصحافة ليست عدوًا لأحد، بل درع الحقيقة الوحيد في زمن الفوضى".
