أطفال غزة يصابون بالشلل... والأوبئة تتفشى بلا رادع

تفشي متلازمة غيلان باريه يفتح باب الكارثة الصحية في القطاع... وأرقام صادمة لأمراض انتشرت منذ بدء الحرب

2025.08.05 - 11:52
Facebook Share
طباعة

كتبت- أماني إبراهيم


وسط الصمت الدولي، لم تعد غزة فقط جرحًا إنسانيًا نازفًا، بل أصبحت اليوم أيضًا بؤرة وبائية منسية، تنهشها الحرب والحرمان، بينما يواجه سكانها خطر الموت البطيء، سواء بالعدوى أو بالإهمال.

 

وفي أحدث فصول الانهيار الصحي في قطاع غزة، سجّلت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاعًا ملحوظًا في إصابات متلازمة "غيلان باريه" العصبية النادرة بين الأطفال، وهي حالة خطيرة قد تؤدي إلى شلل تام، بل وتهدد الحياة في حال غياب العلاج والرعاية المركزة.

 

ووفق مصادر طبية داخل غزة، فإن عددًا من الحالات المؤكدة تم رصدها خلال الأشهر الأخيرة، في ظل تدهور النظام الصحي، وانعدام الوصول إلى التشخيص المتقدم أو جلسات العلاج الطبيعي اللازمة.

 

 

ما هي متلازمة "غيلان باريه"؟

حالة مناعية نادرة يهاجم فيها الجهاز المناعي الأعصاب الطرفية، تبدأ بخدر وضعف في الأطراف، وقد تتطور سريعًا إلى شلل كلي يشمل عضلات التنفس. وتتطلب الحالات الحادة وحدات عناية مركزة، وهو ما أصبح شبه مستحيل داخل غزة المحاصرة.


غزة تختنق بالأمراض قبل القذائف.. أمراض أخرى تجتاح غزة منذ بدء الحرب (2023-2025)

في ظل الحصار، القصف، تكدس النازحين، وانهيار المرافق الصحية، سجّلت غزة تفشيًا واسعًا لأمراض معدية، بحسب أحدث بيانات صادرة عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود واليونيسف.

 

● عدوى الجهاز التنفسي الحادة (ARI)
تم تسجيل أكثر من 1.1 مليون إصابة منذ بدء الحرب.
السبب: انتشار التلوث، الاكتظاظ في مراكز الإيواء، الدخان الناتج عن القصف.


● الإسهال والتهابات الجهاز الهضمي

بلغ عدد الحالات أكثر من 520 ألف حالة حتى يوليو 2025.
بينهم ما يزيد عن 117 ألف طفل دون الخامسة.
تقارير: تضاعف المعدل 25 مرة مقارنة بما قبل الحرب.


● التهاب الكبد الوبائي A
سجلت أكثر من 85 ألف إصابة مؤكدة أو مشتبه بها، في ظل تلوث المياه وفشل الصرف الصحي.


● الطفح الجلدي وجدري الماء
أكثر من 60 ألف حالة، غالبيتها بين الأطفال.
الانتشار نتيجة فقدان اللقاحات وانعدام النظافة.


● الجرب والقمل وأمراض جلدية معدية
تفشّت بشكل خاص في مراكز الإيواء.
نحو 98 ألف إصابة موثقة حتى منتصف 2025.


●شلل الأطفال (أُعلن رسميًا في أغسطس 2025)
أول إصابة منذ أكثر من 25 عامًا.
اكتشاف الفيروس في عينات صرف صحي شمال القطاع.
يخشى الأطباء من وجود مئات الحالات غير المبلغ عنها بسبب الانهيار الصحي.

 

 

 

المشهد الصحي في غزة: انهيار بلا قاع

• أكثر من 70% من المستشفيات والمراكز الطبية خارجة عن الخدمة.
• توقف شامل لبرامج التطعيم منذ نهاية 2023.
نقص حاد في 65% من الأدوية الأساسية.
•أكثر من مليون نازح يعيشون في ظروف لا تصلح للحياة.

 

النتيجة، كما يصفها تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، هي أن "غزة تشهد أسوأ أزمة صحية في تاريخها الحديث، حيث تنهار منظومة الرعاية، وتنتشر الأوبئة بسرعة غير مسبوقة".

 


تحذيرات دولية: نافذة الوقت تنغلق

منظمة الصحة العالمية أكدت في أحدث تقاريرها أن قطاع غزة يقف "على حافة تفجر وبائي شامل"، مشيرة إلى أن "عودة أمراض منقرضة كالشلل وظهور أمراض نادرة كغيلان باريه، ما هي إلا مؤشرات على كارثة صحية لا رجعة فيها".

كما حذّرت اليونيسف من أن جيلًا كاملًا من الأطفال مهدد بالموت أو الإعاقة، ما لم يتم استئناف حملات التطعيم وتوفير الرعاية الأساسية فورًا.

 


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 5