مجلس يهودي بريطاني يدعو لمساعدات عاجلة لغزة

مجلس نواب اليهود البريطانيين يدين الحصار ويدعو لمساعدات عاجلة لغزة

2025.08.05 - 09:41
Facebook Share
طباعة

كتبت - أماني إبراهيم

 

في موقف غير مألوف من كبرى المؤسسات اليهودية في بريطانيا، دعا مجلس نواب اليهود البريطانيين إلى إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة، محذرًا من استخدام الغذاء كأداة ضغط في الحرب المستمرة.

 

وفي بيان مشترك نُشر في صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، قال 36 نائبًا من أعضاء المجلس: "لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما نرى أرواح الأبرياء تتلاشى أمام أعيننا. لقد تمزّقت روح إسرائيل بفعل ما يحدث، وضمائرنا لا تسمح لنا بالصمت".

 

ودعا البيان إلى السماح الفوري وغير المشروط بدخول المواد الغذائية والطبية إلى غزة، مؤكدًا أن استخدام المساعدات كسلاح في النزاعات يُعد تجاوزًا أخلاقيًا وإنسانيًا لا يمكن تبريره.

 

تضامن إنساني من داخل المؤسسة اليهودية

 

يُعد المجلس أعلى هيئة تمثيلية للجالية اليهودية في بريطانيا، ويضم ممثلين عن أكثر من 200 منظمة ومعبد يهودي. وبهذا البيان، ينضم لأول مرة إلى أصوات حقوقية وسياسية متزايدة في بريطانيا تطالب برفع الحصار عن غزة، وتوفير الحد الأدنى من مقومات الحياة للفلسطينيين المحاصرين منذ شهور.

 

تحركات برلمانية موازية

 

يأتي هذا البيان بالتزامن مع ضغوط سياسية متزايدة داخل البرلمان البريطاني، حيث وقّع أكثر من 60 نائبًا من حزب العمال على رسالة تطالب الحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين، ووقف عمليات التهجير القسري، خصوصًا في رفح، حيث يعيش مئات الآلاف في ظروف كارثية.

 

من جهتها، وصفت لجنة التنمية الدولية في البرلمان البريطاني عرقلة دخول المساعدات إلى غزة بأنها "أمر صادم وغير مقبول"، وطالبت الحكومة البريطانية باتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون.

 

لندن تحت المجهر

 

ورغم إعلان الحكومة البريطانية عن تمويلات إنسانية لغزة بقيمة عشرات الملايين من الجنيهات، تُظهر التقارير الأممية أن الكميات التي تصل فعليًا لا تكفي لسد الاحتياجات اليومية لأكثر من مليوني إنسان يعانون من الجوع والعطش وانهيار النظام الصحي.

 

 

رسالة مجلس نواب اليهود البريطانيين تمثل تحولًا بالغ الدلالة في المواقف الرسمية للجالية اليهودية في بريطانيا، وتكشف عن تآكل الغطاء الأخلاقي للحرب المستمرة على غزة.

 


وتتزايد التحذيرات الدولية من أن قطاع غزة يواجه مجاعة متعمّدة بفعل القيود الإسرائيلية المشددة على دخول الغذاء والدواء، وسط تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية.

 

ووفقًا لتقارير صادرة عن الأمم المتحدة، يعيش أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في ظروف انعدام أمن غذائي كارثي (المرحلة الخامسة والأخيرة)، وهي أعلى درجة في تصنيف المجاعات عالميًا.

 

واتهمت منظمات حقوقية، من بينها "هيومن رايتس ووتش" و"أوكسفام"، إسرائيل باستخدام التجويع كـأداة حرب، عبر إغلاق المعابر، واستهداف المخازن والمزارع، ومنع دخول القوافل الإغاثية.

وفي مارس الماضي، أكد خبراء أمميون أن ما يحدث في غزة يرقى إلى مستوى "التجويع المتعمد للمدنيين"، وهي جريمة قد تُصنّف ضمن جرائم الحرب.

 

رغم المناشدات المتكررة من المجتمع الدولي، لا تزال قوافل المساعدات تواجه عراقيل لوجستية وأمنية تمنعها من الوصول إلى مناطق بأكملها، خاصة شمال القطاع، حيث سُجّلت وفيات بين الأطفال بسبب الجوع وسوء التغذية الحاد.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 8