آخر المستجدات في غزة والضفة الغربية: تصعيد إسرائيلي شامل ومخاوف من كارثة إنسانية
غزة _ وكالة أنباء آسيا
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، تتوالى الانتهاكات بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، وسط تحذيرات محلية ودولية من تفاقم الكارثة الإنسانية، وتنديد بتعتيم إعلامي ممنهج على ما يجري في القطاع.
شهداء وجرحى في غزة بسبب القصف وسقوط المساعدات
استشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب آخرون، مساء الاثنين، جراء قصف استهدف مواطنين ينتظرون المساعدات شمال غرب قطاع غزة. كما أُصيب طفل برصاص طائرة مسيّرة إسرائيلية شرق دير البلح، فيما أدى قصف آخر قرب مسجد الدعوة شمال النصيرات إلى إصابات إضافية.
وفي حادث مؤلم يعكس خطورة عمليات الإنزال الجوي، استشهد الممرض عدي ناهض القرعان إثر سقوط صندوق مساعدات على رأسه وسط قطاع غزة، ما أعاد الجدل حول جدوى هذه الآلية، التي وصفتها "أونروا" والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأنها "عشوائية، غير فعالة، ومحفوفة بالمخاطر".
يونيسف: 28 طفلًا يُقتلون يوميًا في غزة
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن نحو 28 طفلًا يُقتلون يوميًا في قطاع غزة، نتيجة القصف وسوء التغذية والجوع ونقص المساعدات. وطالبت المنظمة بوقف فوري لإطلاق النار لتجنيب الأطفال المزيد من المعاناة.
استمرار الحصار وتقييد المساعدات
رغم إدخال 6000 وحدة دم إلى القطاع ضمن حملة "دمنا واحد"، لا تزال المساعدات الإنسانية غير كافية لتلبية الاحتياجات. ووفق مكتب إعلام غزة، فإن الاحتلال سمح فقط بدخول 674 شاحنة من أصل 4800 مطلوبة منذ أواخر يوليو، ما يعكس تعمدًا في خنق القطاع من خلال تقليص الإمدادات الحيوية.
تعتيم إعلامي ومنع الصحفيين من دخول غزة
وقّع أكثر من 200 صحفي عالمي على عريضة تطالب بالسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة، واصفين القيود الإسرائيلية بأنها "تعتيم إعلامي ممنهج". وأكدوا أن حرية الصحافة تتعرض لهجمة خطيرة، خصوصًا بعد استشهاد أكثر من 230 صحفيًا فلسطينيًا منذ بداية العدوان.
تصعيد ميداني في الضفة والقدس
وفي الضفة الغربية، أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق خلال اقتحام بلدة إذنا غرب الخليل، حيث أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز والرصاص بشكل عشوائي. كما شهدت بلدات بيرزيت وجفنا وترمسعيا في رام الله، وسلفيت، وبيت أمر، سلسلة اقتحامات واعتقالات واعتداءات، بينها سرقة جنود الاحتلال لأموال من مواطنين عند الحواجز.
أما في القدس، فواصل الاحتلال سياسة الهدم، حيث دمرت آلياته أربع منشآت في بلدة الجديرة وسلّمت إخطارات بهدم ثلاث بنايات سكنية تضم 12 شقة في قلنديا. كما أُضرمت النيران في أراضي زراعية بفعل قنابل الغاز، واعتُدي على صحفيين خلال التغطية.
الاستيطان والتخريب في أريحا والخليل
أقدم مستوطنون على تسميم رؤوس أغنام في تجمع "شلال العوجا" بأريحا، في محاولة لتهجير السكان. كما أطلقوا مواشيهم في أراضي الفلسطينيين بمسافر يطا، ونفذوا تجريفًا للأراضي في أم الخير. وفي رام الله، واصل المستوطنون تجريف الأراضي في دير جرير وأحرقوا أراضي ترمسعيا.
دعوات فلسطينية لوقف الإبادة والمحاسبة الدولية
أكدت قيادة القوى الوطنية والإسلامية أن وقف الحرب المستمرة على غزة يشكل أولوية وطنية، محذرة من "مصايد الموت" في مراكز توزيع المساعدات، ومطالبة بتدخل دولي عاجل لكسر الحصار وفتح المعابر.
ودعت القوى إلى فرض عقوبات على الاحتلال ومحاسبته أمام المحاكم الدولية، محذّرة من تصاعد الاعتداءات على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، في ظل سياسة تهويد ممنهجة تطال المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وكنائس القدس.
حصيلة الانتهاكات: أكثر من 6600 انتهاك في شهر
أفاد مركز معلومات "معطى" أن الاحتلال ومستوطنيه ارتكبوا خلال شهر واحد أكثر من 6685 انتهاكًا في الضفة الغربية والقدس المحتلة، تشمل الاقتحامات، الاعتداءات، الاعتقالات، الهدم، والاستيطان، ما يعكس تصعيدًا ممنهجًا ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ووجوده.
