كشفت منصة "ديب دايف" الاستقصائية عن تنفيذ الولايات المتحدة برنامج تجسس جوي جديد فوق قطاع غزة، عبر طائرات خاصة مستأجرة من شركة أمريكية، لتحلّ محل سلاح الجو البريطاني الذي تولّى هذه المهام لصالح جيش الاحتلال منذ ديسمبر 2023.
وبحسب التحقيق الذي أعده الصحفيان مات كينارد وعبد الله فاروق، فقد نفذت طائرات بريطانية من طراز "شادو R1" طلعات شبه يومية من قاعدة "أكروتيري" في قبرص، قبل أن يتوقف البرنامج فجأة في 25 يوليو، تزامنًا مع دخول طائرة أمريكية جديدة للمجال نفسه.
الطائرة الأمريكية تابعة لشركة "Straight Flight Nevada Commercial Leasing" المرتبطة بمجموعة "Sierra Nevada Corporation"، وهي من كبرى الشركات المتعاقدة مع البنتاغون. بدأت رحلاتها فوق غزة منتصف يوليو، بعد تدريب مشترك مع الطائرات البريطانية، قبل أن تختفي الأخيرة من المجال الجوي للقطاع.
ويشير التحقيق إلى أن الطائرة الأمريكية حلّقت لثلاث ساعات فوق خان يونس في 28 يوليو، أعقبها هجوم إسرائيلي دموي في اليوم التالي، ما يعزز فرضية استخدام المعلومات الاستخبارية في توجيه الضربات. كما أن هذه الطائرة مدرجة على "قائمة الحجب"، مما يمنع تعقّب تحركاتها عبر المواقع العامة، خلافًا للطائرات البريطانية.
وتدير الشركة الأميركية البرنامج ضمن نظام "COCO" الذي يتيح تشغيل طائرات التجسس من قبل شركات خاصة لحساب جهات حكومية، خارج نطاق المساءلة المباشرة. وقد حصلت على عقود بمليارات الدولارات مع البنتاغون لتطوير قدرات التجسس.
ورفضت وزارتي الدفاع الأميركية والبريطانية التعليق، كما امتنعت الشركة المالكة عن الرد، في ظل تكتم رسمي على البرنامج الذي يُرجح أنه يساهم بشكل مباشر في دعم عمليات الاحتلال الإسرائيلي، رغم الاتهامات الدولية بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في غزة.