سجّلت وزارة الصحة بقطاع غزة ثلاث وفيات بمتلازمة عصبية نادرة تُعرف باسم «غيلان باريه»، بينها طفلان، محذّرة من ارتفاع خطير في حالات الإصابة والشلل الرخو الحاد لدى الأطفال، نتيجة تفشي فيروسات معوية والتهابات غير نمطية، في ظلّ انهيار بيئي وصحي متسارع.
وأوضحت الوزارة أنّ الوضع ينذر بانفجار وبائي يهدد حياة السكان، في ظلّ غياب العلاجات الأساسية وسوء التغذية الحاد. وذكرت أن البيئة داخل القطاع باتت خصبة لانتشار الأمراض المعدية، ومنها فيروس شلل الأطفال، مؤكدة أنّ المرض لا يزال خارج السيطرة، وأنّ تأخر العلاج يُضاعف الخطر على المصابين.
متلازمة «غيلان باريه» هي اضطراب نادر يهاجم فيه الجهاز المناعي أعصاب الجسم، ويبدأ عادة بوخز وضعف في الساقين، وقد يتطوّر سريعًا إلى شلل جزئي أو كامل. وتشتدّ الخطورة حين يتأثر التنفس أو القلب أو أعضاء داخلية أخرى، خصوصًا لدى الأطفال وكبار السن.
وحذّرت وزارة الصحة من أن استمرار الوضع البيئي الراهن، وغياب الأدوية المنقذة للحياة، يهددان بتوسع المرض بشكل كارثي، مطالبةً المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية بالتدخل العاجل، ورفع الحصار فورًا. وقالت: "هذه الوفيات ليست أرقامًا، بل إنذار مبكر لكارثة محتملة تهدّد آلاف الأطفال والمرضى".
وكشفت الوزارة عن تسجيل 64 إصابة بهذه المتلازمة خلال الشهرين الأخيرين، توفي منها ثلاثة مصابون، في حين كانت تسجّل نحو أربع أو خمس حالات فقط خلال عام كامل قبل الحرب. وأشارت إلى تزايد انتشار أمراض معدية أخرى مثل الإسهال الحاد، ومتلازمة اليرقان، والحمى الشوكية، التي تصيب غالبًا الأطفال دون سن الخامسة.
وتزامن ذلك مع تدهور عام في الأوضاع الصحية والمعيشية، إذ سجّلت وزارة الصحة خلال 24 ساعة فقط، ست وفيات جديدة نتيجة الجوع وسوء التغذية، جميعهم من البالغين، ليرتفع عدد ضحايا المجاعة إلى 180، من بينهم 93 طفلًا، غالبيتهم قضوا خلال الشهرين الماضيين.
وفي سياق متصل، قُتل أكثر من 80 فلسطينيًا، منذ فجر الإثنين، بينهم 39 خلال محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية عند نقاط التوزيع التابعة لمؤسسة "غزة الإنسانية" في مواقع دخول الشاحنات بمناطق متفرقة من القطاع، وسط غياب أي حماية أمنية تضمن وصول الإغاثة.