أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي، الإثنين، إرسال 165 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، محمّلة بحوالي 3 آلاف طن من المواد الغذائية، بعد "سماح مؤقت" من قبل الجيش الإسرائيلي لدخول المساعدات من معبر رفح، عبر مصر.
وذكرت الجمعية في بيان أن هذه المساعدات تكفي لتغطية الاحتياجات الغذائية لنحو 50 ألف شخص لمدة شهر كامل، مؤكدة استمرارها في تقديم الدعم رغم "الصعوبات والتحديات الميدانية"، بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري.
رئيسة الجمعية، فاطمة مريتش يلماز، شددت على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل دائم، وضمان دخول المساعدات دون انقطاع، منددة في الوقت نفسه باستهداف القوات الإسرائيلية لفرق الهلال الأحمر الفلسطيني في خان يونس.
وتأتي هذه الخطوة في ظل أوضاع إنسانية متدهورة يعيشها القطاع، حيث دمرت إسرائيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ما اضطر شاحنات الإغاثة للتوجه شرقًا نحو معبر كرم أبو سالم، حيث يتم إخضاعها لتفتيش صارم، ولا يُسمح إلا لعدد محدود منها بالمرور، فيما تتكدس الأخرى عند المعبر.
وكان الجيش الإسرائيلي، بحسب هيئة البث الرسمية، قد أتلف في يوليو الماضي مواد غذائية ومياه ودواء تعفّنت في المعبر، بعدما مُنعت من الدخول، رغم حاجة غزة الماسّة إليها.
وأشار المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى أن إسرائيل سمحت منذ 27 يوليو بدخول 674 شاحنة فقط، أي أقل من 14% من الحد الأدنى اليومي اللازم للقطاع، والمقدر بـ600 شاحنة.
وفي ظل استمرار الحرب التي بدأتها إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والتي خلّفت أكثر من 210 آلاف قتيل وجريح ومفقود، معظمهم من النساء والأطفال، تُتهم إسرائيل بارتكاب جريمة تجويع جماعي، خاصة بعد تشديد حصارها في مارس الماضي، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع.
ويُنظر إلى إرسال تركيا لهذه الشاحنات، في هذا السياق، كمحاولة لمواجهة الكارثة الإنسانية المتفاقمة، فيما تبقى فعالية المساعدات مرهونة بإرادة إسرائيل في السماح لها بالعبور الكامل، وهو ما لا يزال محل جدل وانتقاد دولي متصاعد.