وفد سوري في السودان لبحث أوضاع الجالية وتعزيز العلاقات الثنائية
وكالات _ وكالة أنباء آسيا
وصل وفد تقني من وزارة الخارجية والمغتربين السورية، اليوم الإثنين، إلى السودان في زيارة رسمية تهدف إلى مناقشة أوضاع السوريين المقيمين هناك، وبحث آليات دعمهم، إلى جانب استكشاف سبل تعزيز التعاون الثنائي بين دمشق والخرطوم.
وأكد الجانبان خلال الاجتماعات الرسمية على عمق الروابط التاريخية بين الشعبين السوري والسوداني، وأهمية الدفع بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أكثر شمولًا، لا سيما في ظل التحديات التي تواجه مواطني البلدين في الداخل والخارج.
وتأتي هذه الزيارة في سياق التحركات الدبلوماسية الجديدة التي تتبناها الحكومة السورية برئاسة أحمد الشرع، والتي تولت زمام السلطة عقب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد. وتسعى الحكومة الحالية إلى إعادة بناء الثقة مع السوريين في الخارج، خاصة أولئك الذين اضطروا لمغادرة البلاد خلال فترة حكم الأسد، عبر إطلاق مبادرات دبلوماسية وخدمية تشجعهم على العودة الطوعية إلى الوطن.
تمثل هذه الزيارة تطورًا لافتًا في السياسة الخارجية السورية بعد التغيير القيادي في دمشق. فإيفاد وفد تقني إلى دولة تستضيف عددًا كبيرًا من السوريين، كالسودان، يشير إلى رغبة واضحة لدى الحكومة الجديدة في إعادة رسم علاقة الدولة بمواطنيها في الخارج، خاصة بعد سنوات من القطيعة والخوف.
وتأتي التحركات في سياق أوسع لمحاولة "إعادة تأهيل" الدولة السورية خارجيًا، وبناء صورة جديدة تختلف عن فترة الحكم السابقة. ويُحتمل أن تكون الخطوة جزءًا من سياسة احتواء الهجرة المعاكسة، عبر تقديم ضمانات دبلوماسية وخدمية قد تُطمئن بعض السوريين الموزعين في دول تعاني من أزمات سياسية واقتصادية مثل السودان.
كما لا تخفى دلالات التقارب السوري–السوداني في هذا التوقيت، وسط تغيّرات إقليمية متسارعة، ومحاولات من بعض الأنظمة الجديدة لترتيب أوراق العلاقات الخارجية بعيدًا عن الاستقطابات الحادة التي طبعت العقد الماضي
