جنرال إسرائيلي: إسرائيل تنهار والحكومة فقدت عقلها

إسحاق بريك: أنقذوا إسرائيل قبل فوات الأوان

2025.08.04 - 03:09
Facebook Share
طباعة


كتبت- أماني إبراهيم


في تحذير هو الأشد منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، وجّه الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك نداءً عاجلاً إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مطالباً إياه بالتدخل الفوري لفرض وقف الحرب، وإنقاذ إسرائيل من "تفكك وانهيار وشيك".

 

وفي مقال نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية صباح الإثنين 4 أغسطس/آب، شنّ بريك، القائد السابق للفيلق الجنوبي في الجيش والمفوض الأسبق لشكاوى الجنود، هجوماً حاداً على الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، مؤكداً أنها فقدت السيطرة وتقاتل من أجل البقاء السياسي، وليس من أجل بقاء الدولة.

 

وقال بريك إن "القيادة الإسرائيلية ستُسجَّل في التاريخ بالخزي والعار" بعد ما وصفه بـ"الفشل الاستراتيجي الذريع" في إدارة الحرب، مضيفاً أن البلاد تسير نحو "الهاوية العسكرية والدبلوماسية"، وسط تفكك داخلي وعزلة دولية غير مسبوقة.

 

خيارات وهمية وجيش مرهق

 

وسخر الجنرال من ما وصفه بـ"الخداع الإعلامي" للحكومة، التي تروج -بحسب تعبيره- لخيارين غير واقعيين: الأول يتمثل في اجتياح غزة بالكامل وتعيين إدارة عسكرية إسرائيلية فيها، والثاني هو أن تُفرج حركة حماس عن الأسرى دون مقابل.

 

وأشار بريك إلى أن الجيش غير قادر فعلياً على تنفيذ أي من الخيارين، موضحاً أن القوات البرية مرهقة وغير قادرة على البقاء في غزة طويلاً، فضلاً عن أنها لا تسيطر على المناطق التي تدخلها، بل تتمركز في "نقاط محاصرة" وتتعرض لقنص وعبوات ناسفة بشكل مستمر.

 

وحذّر من أن فكرة ضم أراضٍ من غزة ستكون "انتحاراً سياسياً"، مشيراً إلى أن معظم دول العالم باتت تصطف ضد إسرائيل، وأن دولاً كبرى أعلنت دعمها لمشروع قرار في الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية خلال سبتمبر/أيلول المقبل.

 

عزلة دولية وكراهية متصاعدة

 

ووفق بريك، فإن إسرائيل بدأت تدفع ثمناً باهظاً لعزلتها الدولية، إذ تتعرض لمقاطعة اقتصادية وثقافية متنامية، إضافة إلى تصاعد الكراهية ضد الإسرائيليين في كل مكان، ما يهدد مستقبل الدولة لعقود طويلة.

 

ووصف بريك حكومة نتنياهو بأنها "تيار متطرف يقود إسرائيل نحو الانتحار"، مؤكداً أن استمرار الحرب لن يجلب أي إنجازات، بل مزيداً من الدم والفشل، داعياً إلى استبدال القيادة الحالية قبل فوات الأوان.

 

خلفية: ضغوط دولية ومفاوضات متعثرة

 

يأتي هذا التصعيد في وقت تتكثف فيه الضغوط الدولية لوقف الحرب المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2024، والتي أسفرت عن دمار واسع وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا في غزة، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية شاملة.

 

وكانت القاهرة وواشنطن قد طرحتا مبادرات لوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الأسرى، لكن المفاوضات تعثرت مراراً بسبب رفض حكومة نتنياهو تقديم أي تنازلات، فيما تصر حركة حماس على وقف الحرب كشرط أولي لأي صفقة تبادل.

 

ويعكس تحذير بريك، الذي لطالما وُصف بصوت العقل داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، مدى الانقسام الداخلي في إسرائيل حول جدوى استمرار الحرب، في ظل تصاعد الانتقادات من جنرالات ومحللين أمنيين سابقين، ومخاوف من أن الحرب تحولت من "خيار أمني" إلى "أزمة وجودية".

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 9