أولمرت يفجّرها: إسرائيل دولة منبوذة بلا أصدقاء
غزة تقلب الموازين وأولمرت يفضح إسرائيل من الداخل
كتبت- أماني إبراهيم
في تصريح نادر وذو نبرة لافتة، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت بأن إسرائيل باتت "دولة منبوذة" على الساحة الدولية، مع تآكل دعم حلفائها التقليديين، في ظل استمرار عدوانها على قطاع غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية هناك.
وفي حديث لصحيفة بوليتيكو الأميركية، أعرب أولمرت عن رفضه القاطع لما وصفه بـ"الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في غزة"، قائلاً إن ما يجري "غير مقبول ولا يُغتفر"، محذرًا من أن الدعم الدولي لإسرائيل آخذ في الانهيار، بدءًا من واشنطن إلى برلين.
وأشار إلى أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب -رغم تحميله حركة حماس مسؤولية تعثّر المفاوضات- أبدى قلقًا واضحًا من "مجاعة حقيقية" في غزة، فيما تواجه الحكومة الألمانية ضغوطًا داخلية متزايدة لفرض عقوبات على إسرائيل، في سابقة دبلوماسية تعكس حجم التآكل في شبكة الحماية السياسية الإسرائيلية حول العالم.
وانتقد أولمرت اتهامات حكومة بنيامين نتنياهو لزعماء غربيين بمعاداة السامية، واصفًا اتهام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بتلك التهمة بأنه "سخيف"، ومشيرًا إلى أن نتنياهو وائتلافه "يستغلون تلك التهم للدفاع عن أنفسهم أمام اتهامات مبررة باستخدام القوة المفرطة".
وفي تقييمه للواقع الميداني، شدد أولمرت على أن إسرائيل لم تعد تملك ترف تجاهل الصوت الدولي، قائلاً: "نحن نخسر الروابط مع أقوى وأرقى القوى في الغرب". وأضاف أن الفجوة آخذة في الاتساع بين "ما فعلته حماس في 7 أكتوبر، وبين الجرائم الجارية اليوم بحق المدنيين الفلسطينيين".
ولم يُخفِ أولمرت قلقه من أن تكون الخطوة التالية لحكومة نتنياهو هي ضم قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية، محذرًا من أن استمرار تقويض السلطة الفلسطينية المعتدلة يضع إسرائيل في مسار تصادمي مع القانون الدولي ومع مستقبل أي تسوية سياسية.
يُذكر أن أولمرت، الذي تولّى رئاسة الحكومة بين عامي 2006 و2009، كان من أبرز المدافعين سابقًا عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، إلا أن مواقفه بدأت بالتغيّر تدريجيًا مع تصاعد التقارير الدولية عن مجازر جماعية وتجويع متعمّد لسكان القطاع المحاصر.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حربًا دموية في قطاع غزة خلّفت أكثر من 210 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود، وموجات نزوح قسرية ومجاعة تهدد حياة مئات الآلاف وسط حصار خانق ومنع شبه تام للمساعدات الإنسانية.
