كتبت- أماني إبراهيم
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر وجود محادثات جارية مع الإدارة الأميركية بشأن ما يُعرف بـ"اليوم التالي للحرب" في قطاع غزة، وسط انقسامات متصاعدة داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية بشأن مستقبل القطاع، واستمرار العمليات العسكرية، وملف الأسرى.
وخلال مؤتمر صحفي في القدس المحتلة، أشار ساعر إلى أن إسرائيل "تريد إنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع المحتجزين، ولكن دون شروط"، متهماً حركة حماس بمحاولة فرض وقائع سياسية جديدة في غزة، ومشدداً على ضرورة "استبعادها من أي مستقبل للقطاع".
وفي موقف يعكس توترًا في العلاقات مع حلفاء غربيين، انتقد ساعر اعتراف دول مثل فرنسا وبريطانيا وكندا بدولة فلسطينية، واصفًا ذلك بأنه "هدية لحماس" من شأنها إطالة أمد الحرب، على حد تعبيره.
تأتي هذه التصريحات في وقت نقلت فيه صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن مسؤول إسرائيلي أن الحكومة تبحث مع واشنطن خطة موسعة لتوسيع العمليات العسكرية إلى مناطق إضافية في القطاع، في ظل تعثر المفاوضات مع حماس بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
"حرب أبدية"
من جهته، هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد القيادة السياسية، متهماً وزيري المالية والأمن القومي، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، بدفع البلاد نحو "حرب أبدية لا طائل منها"، بغرض تحقيق مكاسب سياسية على حساب حياة المدنيين، سواء في غزة أو داخل إسرائيل.
وقال لبيد إن الحكومة تريد احتلال القطاع، وتخصيص أموال دافعي الضرائب لتمويل مشاريع في غزة، دون رؤية حقيقية لإنهاء الحرب أو إعادة المحتجزين.
وفي السياق ذاته، دعا النائب الإسرائيلي نيسيم فاتوري إلى احتلال غزة بالكامل، معتبراً أن استمرار الحرب لعامين على الأقل هو السبيل الوحيد لهزيمة حماس، وفق رأيه.
اجتماع حاسم ومخاوف أمنية
في خضم هذه التطورات، من المقرر أن يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم غد الثلاثاء، اجتماعًا أمنيًا موسعًا لحسم مستقبل العمليات العسكرية في القطاع.
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن رئيس الأركان إيال زامير حذر خلال الأيام الأخيرة من أن أي عملية واسعة في غزة قد تعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر، في ظل تسارع التحركات على الأرض.
وبحسب التقارير، يدرس الجيش الإسرائيلي عدة سيناريوهات، منها السيطرة على مناطق جديدة مثل مدينة غزة ومخيمات وسط القطاع، أو عزلها كليًا للضغط على حماس ميدانيًا وسياسيًا.
خلفية: حرب طويلة دون رؤية
تستمر الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، مخلفة أكثر من 38 ألف قتيل، وأوضاعًا إنسانية وصحية كارثية، وسط اتهامات إسرائيلية لحماس باستخدام المدنيين دروعًا بشرية، بينما تؤكد منظمات دولية أن السياسات الإسرائيلية ترقى إلى عقوبات جماعية، وتسببت في تجويع ممنهج للسكان.
في المقابل، لا تملك الحكومة الإسرائيلية حتى الآن خطة واضحة لـ"ما بعد الحرب"، وسط تصاعد الانتقادات الداخلية، وتحذيرات دولية من كارثة إنسانية أكبر، في ظل تدهور غير مسبوق للبنى التحتية، وانهيار النظام الصحي في القطاع المحاصر.