عبّر المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، عن اعتزاز بلاده بالدور الذي لعبته في احتواء التوترات الأخيرة في محافظة السويداء، مؤكداً دعم الولايات المتحدة للحلول السلمية والدبلوماسية في مختلف مناطق النزاع داخل سوريا، وعلى رأسها منبج.
وفي رسالة نشرها عبر منصة "إكس"، أعرب باراك عن قلقه إزاء تصاعد أعمال العنف في كل من السويداء ومنبج، مشدداً على أهمية الحوار وتغليب صوت العقل على لغة السلاح. وقال إن "الدبلوماسية تظل السبيل الأجدى لوقف دوامة العنف والتوصل إلى حلول دائمة"، مضيفاً أن مستقبل سوريا يجب أن يُقرره السوريون أنفسهم من خلال توافق داخلي جامع.
وأشار باراك إلى أن بلاده تواصل التنسيق مع شركائها الدوليين، ولا سيما فرنسا، لدعم استقرار سوريا، مع التركيز على دمج القوى المحلية، بما فيها قوات سوريا الديمقراطية، ضمن مشروع وطني موحد يعيد السيادة السورية لكامل أراضيها.
تأتي تصريحات باراك في وقت شهدت فيه منطقة ريف منبج الشرقي تصعيداً عسكرياً خطيراً. فقد تعرضت قرية الكيارية، القريبة من دير حافر، لقصف عنيف باستخدام راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، نُسب إلى قوات سوريا الديمقراطية، ما أدى إلى إصابة سبعة أشخاص، بينهم جنود ومدنيون. وقد أعلنت وزارة الدفاع السورية أن الجيش ردّ بضربات دقيقة على مصادر النيران، بعدما تصدّى لمحاولة تسلل باتجاه مواقع عسكرية قرب القرية.
وتشهد منطقة شرق حلب، وتحديداً على محاور سد تشرين ودير حافر، حالة من التوتر المتزايد، وسط تبادل القصف والاشتباكات بين الجيش السوري وقوات "قسد". وتفيد التقارير المحلية بأن الأخيرة استقدمت تعزيزات كبيرة من محافظة الرقة، في ظل انشغال القوات الحكومية بالتطورات الأمنية في الجنوب السوري.
أما في السويداء، فقد تجددت الاشتباكات بعد خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 19 تموز الماضي. حيث شنت فصائل محلية هجوماً مفاجئاً على موقع تل الحديد في الريف الغربي للمدينة، وسيطرت عليه لساعات، قبل أن تستعيده قوات تابعة لوزارة الدفاع السورية.
وأفاد مصدر أمني بأن الهجوم أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف قوى الأمن الداخلي، واصفاً المهاجمين بأنهم "مجموعات خارجة عن القانون". وقد شهدت محافظة السويداء اشتباكات دامية خلال يوليو الماضي بين فصائل محلية وعشائر بدوية، أودت بحياة مئات الأشخاص، في واحدة من أسوأ موجات العنف التي عرفتها المنطقة منذ سنوات.
في ختام رسالته، دعا باراك إلى ضبط النفس والتمسك بالتهدئة في جميع المناطق المتوترة، مؤكداً أن سوريا تستحق مستقبلاً آمناً وسلمياً، وأن الشعب السوري يحتاج إلى استقرار حقيقي يعيد له الأمل في الغد.