الهدنة المهددة في السويداء: توتر وتصعيد ميداني

سامر الخطيب

2025.08.04 - 11:29
Facebook Share
طباعة

 وسط جهود حثيثة لتثبيت الاستقرار في محافظة السويداء، شهدت المنطقة تصعيدًا جديدًا تمثل في هجمات مباغتة شنّتها مجموعات مسلحة محلية ضد مواقع لقوات الأمن الداخلي، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.


وزارة الداخلية أكدت أن هذه الخروقات تمثل خرقًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي عملت الحكومة على إنجازه حفاظًا على أمن المواطنين وحقنًا للدماء، فيما اتهمت "عصابات متمردة" بمحاولة جرّ المحافظة إلى الفوضى، وعرقلة الجهود الرامية لإعادة الحياة الطبيعية والخدمات العامة إلى المنطقة.


جهود حكومية مستمرة لضبط الأمن
وقالت وزارة الداخلية أنه منذ إعلان الهدنة، التزمت الدولة السورية بجميع بنود الاتفاق، ووفرت الأمان للمدنيين، وأعادت تشغيل المرافق الأساسية. وشددت وزارة الداخلية في بيان رسمي على أن قوات الأمن الداخلي تؤدي واجبها الوطني منذ بداية الأحداث في السويداء، واضعةً أمن المدنيين واستقرارهم في صدارة أولوياتها.


وأشار البيان إلى أن المجموعات المسلحة لم تلتزم بالهدنة، وواصلت التحريض الإعلامي والهجمات المسلحة في محيط المدينة، بما في ذلك استهداف نقاط أمنية وعسكرية في ريف السويداء ومحاولات توغل في محاور تل حديد وريمة حازم وولغا.


تصعيد متكرر من الجماعات المسلحة
وأفادت مصادر رسمية أن المجموعات المتمردة قامت فجرًا باستخدام أسلحة ثقيلة وقذائف هاون، ما أسفر عن مقتل خمسة عناصر من الأمن الداخلي، في وقت ردت فيه القوات الحكومية على مصادر النيران وفق قواعد الاشتباك وبالتنسيق مع الوسطاء.


كما تم تسجيل محاولات تقدم فاشلة لتلك المجموعات نحو مناطق حساسة في محيط المدينة، تصدّت لها القوات النظامية، بينما استمرت هذه الجهات في الترويج لروايات مغلوطة بغرض التشويش على الرأي العام المحلي والدولي.


سرد آخر من الطرف المقابل
رغم الرواية الرسمية، تصر بعض المجموعات المحلية على اتهام القوات الحكومية بأنها أول من خرق الهدنة، مشيرة إلى قصف استهدف بلدة رساس انطلاقًا من محور كناكر، وإطلاق نار متفرق في محيط الأحياء السكنية.


واستعادت قوات الجيش السيطرة على نقطة تل حديد، كما تم الدفع بتعزيزات إلى منطقة الثعلة، في حين أُغلق ممر بصرى الشام الإنساني مؤقتًا، كإجراء وقائي لحماية العابرين من أي استهداف.


وتؤكد الدولة السورية، عبر مسؤوليها الأمنيين، أن استعادة الهدوء مسؤولية وطنية، ولا يمكن السماح لأي جهة بفرض أمر واقع أو استخدام السلاح لفرض مصالح فئوية.


وفي ظل استمرار سماع طلقات نارية متفرقة في بعض الأحياء، يسود في السويداء هدوء حذر، يبدو هشًا وقابلاً للانهيار في أي لحظة، ما لم تُفعّل قنوات التواصل وتُضبط الأطراف المسلحة من الجانبين.


وبين الروايتين المتناقضتين، تبقى الحقيقة الراسخة أن المدنيين في المحافظة هم من يدفعون الثمن الأكبر لأي انهيار محتمل في الهدنة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7