عائلة الطفل أمير تطالب بتحقيق دولي
غزة – أماني إبراهيم
ناشدت عائلة الطفل الفلسطيني عبد الرحيم محمد الجرابعة، البالغ من العمر عشرة أعوام والمعروف "أمير"، المجتمع الدولي بالتدخل العاجل وفتح تحقيق مستقل للكشف عن مصيره، بعد أن فُقد جنوب قطاع غزة، وذالك عقب ظهوره في مقطع مصوّر وهو يتلقى مساعدات غذائية من جندي أمريكي.
ويظهر الطفل في الفيديو ممسكًا بأكياس من الطعام، بملابس رثة وقدماه حافيتان، مبتسمًا للجندي الذي قدم له المعونة، ومنذ لحظة تصوير هذا المقطع لم يُشاهد الطفل مجددًا، ولا تملك عائلته أي معلومة عن مكانه.
في شهادة مؤثرة تداولتها مواقع وصحف أمريكية، قال جندي أمريكي سابق – يعمل ضمن بعثة مساعدات إنسانية جنوب غزة – إن الطفل عبد الرحيم جاءه "جائعًا للغاية"، وكان يسير حافي القدمين مسافة طويلة للحصول على الطعام.
وأضاف الجندي: "أخذ الطعام، وشكرني، وضع يديه على وجنتي، وقبّلني وبعد دقائق مع اقترابه من تقاطع طرق قريب، سمعت إطلاق نار، كانت القوات الإسرائيلية تطلق النار باتجاه الحشد، رأيت أطفالًا يسقطون، بينهم من أعتقد أنه أمير سقط على الأرض ولم أره بعدها".
وتابع: "لا أعرف ما إذا كان لا يزال على قيد الحياة، لكنني أعلم أنه لم يستحق أن يُعامل هكذا، كان جائعًا فقط".
هذه الشهادة المصوّرة بثتها عدة منصات صحفية دولية، وأثارت موجة من الغضب والقلق، خاصة مع تصاعد التقارير عن ممارسات عنيفة خلال عمليات توزيع المساعدات في جنوب القطاع.
وبحسب ما أفادت به مصادر طبية رسمية في غزة، لا يوجد أي تسجيل باسم الطفل عبد الرحيم الجرابعة في قوائم الشهداء أو الجرحى أو المرحّلين، كما لم يُعثر على جثمانه في المستشفيات أو المشارح، ولم يُوثق في أي مركز طبي أو ميداني.
وتؤكد العائلة أنها بحثت عنه في كل مراكز الإيواء والمشافي والمخيمات دون جدوى، بمساعدة جهات إغاثية بينها الصليب الأحمر، لكنها لم تتلقَ أي إجابة.
قالت والدة الطفل، في تسجيل مصوّر نشرته منصات فلسطينية: "أمير خرج مع أطفال للحصول على الطعام. لم نكن نعرف أنه غادر الخيمة عرفناه من الفيديو فقط، منذ ذلك اليوم لم نره، نريد أن نعرف فقط: هل هو حي؟ هل استشهد؟ هل أصيب؟"
وطالبت العائلة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق للكشف عن مصير ابنها، ووقف ما وصفته بـ"حالة الفوضى التي ترافق عمليات الإغاثة"، والتي تسمح بحدوث اختفاءات غامضة بين الأطفال دون مساءلة.
"أمير" نازح من شمال القطاع، فقد والده في غارة إسرائيلية قبل 3 أشهر، ويعيش مع والدته في مخيم نزوح بمدينة رفح، الفيديو المصوّر نُشر في 30 يوليو، وأظهره قرب نقطة توزيع مساعدات تديرها بعثة إنسانية أمريكية، وتُعد شهادة الجندي الأمريكي آخر خيط مؤكد بشأن موقعه.
