في تطور جديد ينذر بتوتر دبلوماسي غير مسبوق بين إسرائيل والإمارات، كشفت تقارير إسرائيلية أن أبوظبي طلبت رسميًا استبدال السفير الإسرائيلي لدى الإمارات، يوسـي شيلي، بسبب "سلوك غير لائق واعتبارات شخصية"، في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشراً على بلوغ العلاقات الثنائية أدنى مستوياتها منذ توقيع اتفاقيات التطبيع.
ووفقًا لتقرير موسع نشره موقع "واللا" العبري، فإن السلطات الإماراتية عبّرت عبر قنوات رسمية وشبه رسمية عن استيائها الشديد من تصرفات شيلي، التي وُصفت بأنها "مهينة" و"غير مسؤولة"، وهددت بشكل صريح بإعلانه "شخصاً غير مرغوب فيه" إذا لم يتم استبداله سريعًا.
التقرير أشار إلى أن السفارة الإسرائيلية في أبوظبي والقنصلية في دبي تم إخلاؤهما بشكل عاجل نهاية الأسبوع الماضي إثر "إنذار أمني خطير" يُعتقد أن مصدره تهديدات جدية من خلايا مرتبطة بإيران أو جماعات مسلحة أخرى في اليمن، وبينما بدا القرار ظاهريًا إجراءً احترازيًا لحماية الطاقم الدبلوماسي، إلا أن التوقيت تزامن مع ذروة الأزمة مع شيلي، الذي كان قد غادر البلاد في الوقت نفسه.
مسؤول إسرائيلي مطّلع على الملف قال لـ"واللا": "شيلي جلب العار للدبلوماسية الإسرائيلية، تم التغاضي سابقاً عن مخالفات كثيرة بسبب حساسية العلاقات مع الإمارات، لكن الأمور وصلت إلى حد لا يمكن تجاوزه".
السفير الإسرائيلي، الذي تولى منصبه قبل أربعة أشهر فقط، اتُّهم بسلسلة من الانتهاكات البروتوكولية والسلوكية، بينها دخوله في شجارات علنية مع حراسه المحليين، وإدخال غرباء إلى مركبته الدبلوماسية دون تنسيق أمني، إضافة إلى تقديم نفسه كسفير في مناسبات لا تقتضي ذلك، ورفضه الالتزام بالإجراءات الأمنية تحت ذريعة "أنه ليس في سجن"، حسب رواية الحرس.
كما أفادت التقارير بأن شيلي مارس أنشطة تجارية خاصة في الإمارات تتعارض مع موقعه الرسمي، وهو أمر محظور دبلوماسيًا ويُعد تجاوزًا صارخًا للأعراف الدولية.
بعيدًا عن الجوانب البروتوكولية، يخشى مراقبون في تل أبيب من أن تؤثر هذه الفضيحة بشكل مباشر على العلاقات الاقتصادية مع الإمارات، والتي تجاوز حجم التبادل التجاري فيها خلال السنوات الأخيرة 7 مليارات دولار سنويًا، منها ما يزيد عن 3 مليارات في السلع وحدها.
وقال مسؤول بارز في الخارجية الإسرائيلية لـ واللا : "حتى يتم تعيين سفير جديد، ستمر شهور وربما أكثر دون تمثيل فعال في أبوظبي، هذا يعني جمودًا في المشروعات وخسارة فرص استثمارية، في وقت تشهد فيه إسرائيل عزلة دولية متزايدة بفعل الحرب على غزة".
يأتي هذا التوتر في وقت تتصاعد فيه التساؤلات بشأن جدوى زيارة محتملة لوزير الخارجية الإسرائيلي، ماركو، إلى الإمارات لمحاولة احتواء الموقف، إلا أن المصدر الإسرائيلي أشار إلى أن "أبوظبي قد ترفض استقباله حاليًا، بسبب حساسية الوضع".
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد نفت رسميًا أن يكون السفير شيلي "قد أُبعد"، ورفضت التعليق على تفاصيل التعليمات الأمنية، بينما لم يصدر أي توضيح من شيلي شخصيًا حتى الآن.
يوسـي شيلي، المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كان يشغل سابقًا منصب المدير العام لمكتب رئيس الحكومة، كما شغل في وقت سابق منصب سفير إسرائيل في البرازيل، حيث أثيرت آنذاك انتقادات حول أهليته الدبلوماسية، وقد أُعيد تعيينه في المنصب الحالي رغم التحفظات، وسط اتهامات بأن القرار اتخذ بدوافع سياسية أكثر من كفاءات مهنية.