في تصعيد دراماتيكي للحرب النفسية، نشرت حركة "حماس" مقطع فيديو يُظهر الأسير الإسرائيلي إفيات دافيد، البالغ من العمر 24 عامًا، وهو يحفر قبره بنفسه داخل نفق ضيق تحت الأرض، في مشهد يُظهره هزيلاً وشاحب الوجه.
المقطع، الذي يُعد واحدًا من عدة فيديوهات بثتها حركة حماس مؤخرًا، يُظهر أيضًا أسيرًا آخر يُدعى روم براسلافسكي، يبلغ من العمر 21 عامًا، ويبدو عليه الهزال الشديد والضعف، فيما يناشدان في الفيديو الحكومة الإسرائيلية بالتدخل الفوري، ويحذران من أن نهايتهما باتت وشيكة.
وقال دافيد في التسجيل بصوت مرتجف: "لم أتناول الطعام منذ أيام… هذا هو القبر الذي أعتقد أنني سأُدفن فيه قريبًا."
كما وجّه الأسيران انتقادات حادة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهمينه بتجاهل معاناتهم وعدم بذل الجهود الكافية لتحريرهم، مما يعكس استياءً متزايدًا داخل الأوساط الإسرائيلية بشأن تعامل الحكومة مع ملف المحتجزين في غزة.
تصعيد دعائي في لحظة حرجة
تزامن بث هذه المقاطع مع تعثر محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والتي تُجرى بوساطة دولية، وسط حالة من الجمود السياسي والضغوط الشعبية المتزايدة داخل إسرائيل، حيث خرجت تظاهرات في تل أبيب تطالب بالإفراج الفوري عن الأسرى ووقف الحرب المستمرة على غزة.
ويُعد الفيديو الأخير من بين أكثر التسجيلات استفزازًا، إذ يُظهر مستوى بالغ من المعاناة داخل أماكن الاحتجاز، ويُستخدم كأداة ضغط سياسي وإعلامي، في وقت باتت فيه الحرب تشهد تحولًا في مساراتها الميدانية والإنسانية.
عائلة دافيد ترد
أعربت عائلة دافيد عن صدمتها الشديدة من المشهد، وقالت في بيان لها إنها وافقت على نشر الفيديو علنًا لفضح ما وصفته بـ"الانتهاكات الممنهجة التي يتعرض لها الأسرى في أنفاق غزة".
وأضافت العائلة: "ابننا هزيل، منهك، ويبدو كهيكل عظمي، هذا الفيديو ليس مجرد دعاية، بل شهادة على الإهمال والتجويع والانتهاك الجسدي الذي يتعرض له الأسرى."
ودعت الأسرة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التدخل الفوري، مطالبة بفتح ممرات إنسانية وضمان وصول المساعدات الغذائية والطبية إلى المحتجزين، في ظل ما وصفوه بـ"الظروف اللا إنسانية" التي يعيشون فيها.
ويُقدّر أن نحو 49 أسيرًا إسرائيليًا ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 22 على الأقل يُعتقد أنهم أحياء.