في خطوة وُصفت بأنها استفزاز صارخ وتعدٍّ على حرمة المقدسات الإسلامية، أقدم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، صباح الأحد على اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، برفقة أكثر من 1,200 مستوطن، وسط حماية أمنية مشددة من قوات الاحتلال.
وتأتي هذه الزيارة في ذكرى ما يُعرف بـ"تيشا بآف"، ذكرى خراب الهيكل)» الذي يحيي فيه اليهود ذكرى تدمير الهيكل، وهي مناسبة دينية تتحوّل سنويًا إلى منصة لاقتحام الأقصى وتكريس محاولات التهويد.
وأدى بن غفير صلوات تلمودية داخل الحرم، قبل أن يصرّح قائلاً: "جبل الهيكل بأيدينا، وسنحافظ على سيادتنا عليه"، في خطاب يعكس بوضوح نهجًا تصعيديًا يضرب بعرض الحائط كل التفاهمات السياسية والدينية بشأن المسجد الأقصى.
ردود فعل عربية غاضبة: "استفزاز لمشاعر مليار ونصف مسلم"
لاقى الاقتحام إدانات عربية ودولية واسعة، السعودية اعتبرت الاقتحام "انتهاكًا خطيرًا لحرمة المسجد الأقصى"، مؤكدة أن هذه الخطوات الأحادية تهدد بإشعال صراع ديني في المنطقة.
الأردن، الراعي الرسمي للمقدسات الإسلامية في القدس، أدان ما وصفه بـ"الخرق الصارخ للوضع القانوني والتاريخي القائم"، محذرًا من "العواقب الوخيمة لمثل هذه التصرفات الاستفزازية".
وزارة الخارجية الفلسطينية أكدت أن "الاقتحام يُمثّل محاولة لتكريس التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، ونسف أي أفق لحل سياسي".
حكومة نتنياهو في مأزق: "الوضع القائم" تحت التهديد
رغم محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو احتواء الغضب، بتكرار مزاعم التزامه بـ"الحفاظ على الوضع القائم"، فإن الأفعال على الأرض تُشير إلى تصعيد منهجي، بغطاء رسمي، لفرض سيطرة يهودية تدريجية على المسجد الأقصى.
ويأتي ذلك في وقت يشهد فيه قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث تجاوز عدد الشهداء 60 ألفًا منذ بدء العدوان في أكتوبر قبل الماضي، وسط تفشي المجاعة وانهيار كامل للبنية التحتية والخدمات.
بن غفير: سجل طويل من التحريض والعنصرية
وكان الوزير الإسرائيلي المتطرف بن غفير قد زار المشجد الأقصى عدة مرات منذ بدء الحرب العدوانية الإسرائيلية في قطاع غزة في السابع من أكتوبر2023، وكذلك منذ توليه منصبه في نهاية عام 2022.
إيتمار بن غفير ليس مجرد وزير في حكومة يمينية، بل يُمثّل تيارًا أيديولوجيًا متطرفًا يدعو إلى طرد الفلسطينيين، وفرض السيادة اليهودية الكاملة على "أرض إسرائيل الكبرى"، بما يشمل المسجد الأقصى.
زعيم حزب "القوة اليهودية" (عوتسما يهوديت)
أدين سابقًا بالتحريض العنصري ودعم جماعة كاهانا المحظورة
يُطالب بإتاحة الصلاة اليهودية داخل المسجد الأقصى و"بناء الهيكل الثالث"
مراقبون: الاقتحام قد يشعل انتفاضة جديدة
يرى محللون أن اقتحام الأقصى بهذا الشكل، وفي توقيت متوتر إقليميًا، ليس مجرد حدث عابر، بل حلقة ضمن مشروع تهويدي متكامل، قد يُفجّر موجة غضب شعبي جديدة، سواء في القدس أو الضفة الغربية أو حتى داخل الخط الأخضر.
وتحذّر جهات دولية من أن استمرار إسرائيل في استفزاز المقدسات الإسلامية قد يُدخل المنطقة في دوامة عنف ديني غير مسبوقة، لا سيما في ظل غياب أي أفق سياسي، وتواطؤ بعض القوى الدولية.