تركيا تُفرج عن أبو العبد أشداء.. فمن هو؟

سامر الخطيب

2025.07.29 - 11:58
Facebook Share
طباعة

 أفرجت السلطات التركية، يوم الاثنين، عن القيادي العسكري السوري السابق عبد المعين محمد كحال، المعروف بلقبه "أبو العبد أشداء"، بعد قرابة عامين من توقيفه داخل أراضيها، في خطوة أثارت اهتماماً واسعاً في الأوساط المعنية بالشأن السوري.


وجاء الإفراج عنه دون صدور أي بيان رسمي من الجهات التركية، في حين تداول ناشطون ومقربون صوراً حديثة له، وسط غياب توضيحات حول ملابسات احتجازه أو حيثيات القرار بالإفراج عنه.


اعتقال غامض
اعتُقل كحال في 13 حزيران من عام 2023 أثناء محاولته الدخول إلى تركيا عبر معبر الحمام الحدودي، وكان هدفه أداء مناسك الحج. وبحسب مصادر مطلعة، فقد تم توقيفه عند نقطة “التبصيم” برفقة والدته، التي سُمح لها بمتابعة طريقها دون أي عوائق.


لم تعلن أي جهة رسمية حينها أسباب الاعتقال، ولم تُوجَّه له تهم معلنة خلال فترة توقيفه، ما جعل قضيته محل تساؤل، خاصةً في ظل تداول آراء متباينة حول دوافع الاعتقال، بين من رأى فيه خطوة أمنية احترازية، ومن فسّره كمؤشر على تغيّر في التعاطي التركي مع شخصيات المعارضة السورية المسلحة.


من "أحرار الشام" إلى "تحرير الشام"
أبو العبد أشداء ينحدر من مدينة حلب، وبرز اسمه في المشهد العسكري خلال سنوات الحرب، بداية في صفوف حركة “أحرار الشام”، ثم في "هيئة تحرير الشام" التي التحق بها أواخر عام 2016، منشقاً عن "أحرار الشام" برفقة أكثر من 100 مقاتل من تشكيله المعروف باسم “مجاهدو أشداء”.


في “تحرير الشام”، تولّى عدة مناصب بارزة، أبرزها قيادة الكتلة العسكرية في مدينة حلب، ولاحقاً قيادة "جيش عمر بن الخطاب"، الذي يُصنّف كواحد من أبرز التشكيلات الخاصة ضمن الهيئة.


الخروج من الهيئة وموقفه منها
في أيلول 2019، اعتُقل "أبو العبد" من قبل "تحرير الشام" نفسها بعد نشره تسجيلاً مصوراً بعنوان "كي لا تغرق السفينة"، تحدّث فيه بصراحة عن ما وصفه بـ"الفساد الإداري والمالي" داخل الهيئة، موجّهاً انتقادات حادة لقادتها، ما أدى إلى توقيفه قرابة أربعة أشهر، قبل أن يُفرج عنه لاحقاً.


استقالته من الهيئة كانت بمثابة قطيعة نهائية، إذ لم يُعرف له أي نشاط تنظيمي داخلها بعد عام 2020، وأصبح على خلاف مكشوف معها، مع ظهوره المتكرر في تسجيلات مصورة يتحدث فيها عن التجاوزات والانحرافات، بحسب وصفه، التي رآها في سلوك قادة الهيئة بعد سيطرتهم على مناطق واسعة من الشمال السوري.


الغياب ثم العودة
بعد الإفراج عنه في تركيا، أشار مقربون منه إلى أنه خرج من السجن دون أن يُعرض على محاكمة خلال فترة توقيفه، ولم تُثبت عليه أي تهم رسمية، وفق ما تداولته منصات مقربة.


وأكدت مصادر محلية أنه توجّه عقب خروجه إلى منطقة جنديرس شمالي حلب، حيث يقع معبر "الحمام" الذي دخل منه قبل اعتقاله، ما يعزز التقديرات بأنه سيعود للإقامة في مناطق الشمال السوري المحرّر.


تفاعل شعبي وتساؤلات سياسية
خلال فترة اعتقاله، أطلق عدد من الناشطين والمقربين منه دعوات للإفراج عنه، معتبرين أن توقيفه دون محاكمة "غير مبرر"، وذهب بعضهم إلى ربط القضية بتحولات في العلاقات الإقليمية، معتبرين أن توقيفه ربما جاء في سياق تفاهمات أوسع، أو كجزء من سياسة إعادة ضبط النفوذ في الشمال السوري.


لكن مع ذلك، لم تصدر أي جهة رسمية تركية أو سورية توضيحات تُبين الأسباب أو توثق الإجراءات التي تم اتخاذها بحقه، ما أبقى المسألة مفتوحة على عدة احتمالات.


مصير غير محسوم
لا تزال ملامح المرحلة المقبلة لـ"أبو العبد أشداء" غير واضحة، سواء من حيث تحركاته أو توجهاته. ولم يُدلِ بأي تصريح علني بعد الإفراج عنه، كما لم يُعرف إن كان سيعود إلى العمل العسكري أو السياسي، أو يختار التفرّغ للحياة المدنية.


ورغم التراجع الواضح في حضوره الميداني خلال السنوات الأخيرة، إلا أن قضيته لا تزال تثير اهتماماً واسعاً، كونه أحد الوجوه البارزة التي تنقلت بين أكثر من تشكيل، وارتبط اسمه مراراً بمحاولات إصلاح داخلية وانتقادات صريحة للهيكليات العسكرية والفصائلية في الشمال.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 9