بحسب مصادر صحفية في هآرتس الإسرائيلية، فقد أعاقت الرقابة العسكرية الإسرائيلية نشر دردشة غير مصنّفة بين مراسل من الصحيفة والجنرال المتقاعد إسحاق بريك، تناول فيها توقعات خطيرة بشأن حرب مقبلة مع حزب الله، معتبرًا أن الحديث حجب من النشر بسبب ورود معلومتات فيه قد “تضرّ بأمن الدولة"
وقد سرب صحفيون مضمون الحديث من خلال مجموعات يسارية على واتساب وجاء في التسريبات ما يلي:
حضّ الجنرال إسحاق بريك المستوطنين في شمال “فلسطين المحتلة” — بما في ذلك مناطق الكريوت – ضواحي حيفا وحتى جنوب تل ابيب و وغوش دان على الاستعداد للحرب المقبلة مع حزب الله التي يراها قريبة ويمكن ان تبدأ في أي وقت بمبادرة من الحزب لا من اسرائيل التي "تعيش نشوة الانتصارات بينما تعمل ايران مع حزب الله على بناء قوة صاروخية ضخمة ستضرب مدننا وبلداتنا من جديد.
وردا على سؤال حول تردد المستوطنين في الجليل في اعادة بناء منازلهم فقال هم بحاجة إلى التريث قبل إعادة بناء منازلهم المتضررة: لا تبنوا ما تُهدم، ان امكنكم التريث والحكومة تخدعكم فلا امن لبلدات الشمال بعد.
وأضاف بصراحة:
أن "حرب الانتقام" التي يروّج بنيامين نتنياهو، إيال زامير، ويسرائيل كاتس على أنها حلم قادة حزب الله المستحيل التحقق هي حرب أقرب مما يُعتقد، ونتائجها ستكون أسوأ مما يتخيّل أي من المسؤولين. رغم أننا انتصرنا في الحرب الأخيرة، إلا أنها لم تحسم مسألة القضاء على قدرات التصنيع لدى حزب الله، ولم تقضِ على مخازن أسلحته الدقيقة والثقيلة ولم تقفل طرق التهريب بين ايران ولبنان عبر العراق وسورية فالفساد في زمن الديكتاتور السوري بشار الاسد يمثل عشرة بالمئة من فساد المتطرفين الاسلاميين الذين يحكمون دمشق حاليا والفصائل التي يفترض ان تمنع التهريب هي التي تساهم فيه لصالح الايرانيين مقابل المال.
الجنرال أوضح عاملين شكّلوا خلفية نجاح اسرائيل في الحرب الماضية:
1. ردع إيران، حيث هدّدنا بضرب طهران والمراكز المدنية، وكان ذلك رادعًا حقيقيا الى ان شنّت حكومة نتنياهو عمليات ضد إيران، فزالت هذه الهيبة.
2. العمليات الاستخبارية ضد الكادر القيادي لحزب الله، خصوصًا عبر “عملية البايجر”، التي استهدفت وحدة الصواريخ الدقيقة والبحرية والدفاع الجوي، مما خفّف الضغط عنا خلال حرب ستين يومًا نهاية 2024
لكن إيران أعادت بناء هذا الكادر دون الحاجة لبناء قوة صواريخ جديدة، لأن ما دُمّر كان أقل من 40٪ كمية الصواريخ التي كانت في مخازن عملياتية يسهل ضربها وبقيت الصواريخ الاخطر في مخازن استراتيجية ضربنا مداخلها ولم نستطع الوصول الى عمقها لانها في بواطن الجبال شمال الليطاني وفي شرق لبنان. وهذه لا يمكن القضاء عليها الا بعمل بري مباشر ودون ذلك مواجهات طاحنة قد تستمر لسنوات لذا الحل الافضل والانسب هو عملية تفاوض تؤدي الى معاهدة عدم اعتداء بيننا وبين لبنان وترك اللبنانيين يتخبطون بين بعضهم البعض فهم طوائف متناحرة واغراق حزب الله في مشكلات بلاده المحاصرة والمدمرة ماليا واقتصاديا اضمن لنا من الدخول البري الذي قد يعيدنا الى تكرار تجربة حرب سلامة الجليل التي لم نخرج منها الا بعد 18 سنة وباثمان باهظة.
الجنرال كذلك توقّع أن حزب الله قد يشن في أي وقت قريب حملة تأديب لإسرائيل، بهدف جرّها إلى حرب برية داخل لبنان لان قوة الحزب في البر وتفوق جيشنا الجوي يعطله الالتحام وجها لوجه بين جنودنا وبين مقاتلين انتحاريين لديهم الدافع والتعصب الديني الكافي للقتال حتى الموت كما يحصل في غزة تماما، وعندها ستغرق إسرائيل في وحول لبنان لعقود.
يُذكر أن بريك وصف نتنياهو، وزير الدفاع كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير بأنهم "ثلاثي فاشل" يقود الجنود إلى حتفهم، متهماً إياهم بتضحية أمن الدولة من أجل البقاء السياسي. كما حذّر من استمرار الحرب في غزة دون أهداف واضحة، مما يؤدي إلى استنزاف الجيش وتآكل الثقة بين الجنود والقيادة.
يرى بريك أن الجيش الإسرائيلي غير قادر على حسم المعركة ضد حماس دون اتفاق سياسي، وأن القيادة الحالية تفتقر إلى الكفاءة والاستراتيجية اللازمة لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.
ويعتبر أن الحل يكمن في تغيير القيادة السياسية والعسكرية، وإعادة بناء الجيش والاقتصاد والعلاقات الدبلوماسية لإسرائيل.
من الملفت أن إسحاق بريك يُعد من بين الجنرالات المتقاعدين الأكثر حدة في نقده لنتنياهو وقيادة الجيش الإسرائيلي، محذرًا من العواقب الوخيمة لاستمرار السياسات الحالية.
الرقابة منعت المقتابلة لانها تشير الى حقائق عسكرية يريد نتنياهو اخفائها، و تشير إحصاءات الرقابة العسكرية الإسرائيلية إلى أن حوالي 2,240 مقالًا يتم مراقبتها سنويًا، منها نحو 240 يُمنع نشرها بالكامل، بينما يخضع الباقي لتعديلات قبل النشر.