استشهد عشرة فلسطينيين، بينهم رضيعة، خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة التي تضرب قطاع غزة، في وقت تتواصل فيه التحذيرات الأممية من كارثة إنسانية، وسط دعوات دولية لمحاسبة إسرائيل على ما وصف بأنه "تجويع متعمد".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الوفيات بسبب الجوع وسوء التغذية ارتفعت إلى 122 شهيداً، بينهم 83 طفلاً، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الغذائية والطبية.
وفي وقت مبكر من فجر السبت، أكدت مصادر طبية في مجمع ناصر الطبي استشهاد الرضيعة زينب أحمد أبو حليب (6 أشهر) نتيجة مضاعفات سوء التغذية الحاد ونقص الدواء، وهي إحدى آلاف الحالات المشابهة التي يشهدها القطاع يومياً.
وفي هذا السياق، حذر الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، من تفاقم أعداد الضحايا، قائلاً إن حالات الوفاة بسبب الجوع تزداد بسرعة، خصوصاً بين الأطفال والنساء.
وكشف البرش عن أكثر من 3 آلاف حالة إجهاض ووفاة أجنة داخل الأرحام خلال الأشهر الماضية بسبب المجاعة، مشيراً إلى عجز الأطباء التام عن إنقاذ الأرواح، قائلاً: "لا نستطيع إدخال علبة حليب واحدة للأطفال الذين يتحولون إلى هياكل عظمية أمام أعيننا".
"اليونيسيف": إمدادات الغذاء العلاجي على وشك النفاد
من جهتها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من نفاد وشيك للأغذية العلاجية المنقذة للأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، مشيرة إلى أن ما تبقى يكفي فقط لـ3 آلاف طفل، وقد ينفد خلال ثلاثة أسابيع ما لم يتم إدخال مساعدات جديدة بشكل عاجل.
وأكدت المنظمة أن انقطاع المكملات الغذائية العالية السعرات سيؤدي إلى توقف برامج الوقاية الخاصة بالفئات الأكثر عرضة، مثل النساء الحوامل والأطفال دون سن الخامسة، ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.
مقرر أممي: يجب معاقبة إسرائيل
في موقف لافت، دعا مايكل فخري، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، إلى فرض عقوبات على إسرائيل، مشدداً على أن بيانات الشجب لم تعد كافية أمام حجم المأساة.
وقال فخري في تصريح لقناة الجزيرة: "إسرائيل أعلنت مرات عدة نيتها استخدام الجوع كسلاح ضد الفلسطينيين في غزة، وهذا بحد ذاته يستوجب المحاسبة الدولية".
الصليب الأحمر: ما يجري يتجاوز كل المعايير الأخلاقية
بدورها، أعربت ميريانا سبولياريتش، رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن صدمتها من حجم المعاناة في غزة، قائلة إن ما يحدث "تجاوز كل المعايير القانونية والأخلاقية"، مؤكدة أن كل دقيقة تمر دون وقف إطلاق نار تعني مزيداً من القتلى المدنيين.
وأضافت أن الموت يلاحق السكان أثناء بحثهم عن الغذاء، وأن الأطفال يموتون جوعاً، والعائلات تُجبر على التنقل المستمر بحثاً عن ملاذ آمن في بيئة باتت خالية من الأمان.
تقارير عن إتلاف مساعدات إنسانية ضخمة
وفي تطور خطير، كشفت صحيفة "آي نيوز" البريطانية عن تحضيرات بريطانية لإسقاط مساعدات جوية إلى غزة، بسبب فشل إسرائيل في تسهيل إيصال الإغاثة عبر المعابر البرية.
في المقابل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن جيش الاحتلال أتلف آلاف الأطنان من مواد الإغاثة، بينها حمولة ألف شاحنة من الغذاء والدواء، بدعوى وجود خلل في آلية التوزيع داخل غزة، و"تعرض الطرود للتلف تحت أشعة الشمس".
ويأتي هذا في وقت تشهد فيه غزة مجاعة غير مسبوقة تهدد حياة نحو 2.3 مليون نسمة، وسط صمت دولي وتواطؤ متواصل، بينما تطالب منظمات إنسانية وسياسية بإجبار إسرائيل على السماح بدخول المساعدات ووقف حربها على القطاع.
أرقام صادمة منذ بدء الحرب
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل بدعم أميركي حرباً وصفت بأنها إبادة جماعية ضد غزة، أسفرت عن أكثر من 203 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين.