أكد ليث البلعوس، القيادي السابق في حركة "رجال الكرامة"، أن الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء مؤخرًا جاءت نتيجة التباس خطير في الفهم والتقدير لدى الأهالي والمدافعين عن الأرض، مشددًا على أهمية الوحدة الوطنية والاحتكام إلى صوت العقل في هذه المرحلة الحرجة.
وفي بيان نُشر عبر منصة "مضافة الكرامة"، أوضح البلعوس أن عددًا من الشخصيات الدينية والاجتماعية البارزة في السويداء، وعلى رأسهم حكمت الهجري، يوسف الجربوع، حمود الحناوي، حسن الأطرس، وعاطف هنيدي، إضافةً إلى آخرين، تلقوا بلاغًا رسميًا حول تحرك قوات حكومية تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية باتجاه المحافظة.
وبحسب البيان، جاء البلاغ عبر العميد أحمد الدالاتي، قائد الأمن الداخلي في السويداء، والعميد شاهر عمران، قائد الأمن الداخلي في درعا، ونور الدين البابا، المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية. وأشار البلعوس إلى أن دخول هذه القوات إلى مناطق التوتر داخل المحافظة كان بهدف فض النزاع القائم بين أبناء الطائفة الدرزية وعدد من أبناء العشائر العربية في الريف الشرقي، ومنع تطوره إلى صراع أوسع.
غياب الشفافية فاقم سوء الفهم
وأكد البلعوس أن غياب الإبلاغ الرسمي العلني من الجهات المعنية، وعدم صدور بيان يوضح هوية تلك القوات وأهداف تحركها، تسببا في حالة من الإرباك والارتباك لدى الشارع المحلي. هذا الغموض دفع الأهالي والمدافعين عن المنطقة إلى الاعتقاد الخاطئ بأن القوات المتقدمة نحو حدود المحافظة ليست تابعة للدولة السورية، وإنما مجموعات معادية.
وشدد على أن ما حدث كان يمكن تفاديه بالكامل لو تم التعامل مع الموقف بشفافية ومسؤولية من البداية، مضيفًا أن هذا التوضيح يهدف إلى عرض الحقائق كما هي، بعيدًا عن التحريض أو المبالغة، ومن أجل تبرئة ساحة من دافعوا عن أرضهم بغير علمٍ بحقيقة الموقف، فضلًا عن دعوة الجميع إلى مراجعة الذات والتفكير في المصلحة العامة قبل أي اعتبارات فردية أو فئوية.
دعوة للوحدة والثبات على المبادئ
واختتم البلعوس بيانه بالتشديد على أن المرحلة الحالية تتطلب أعلى درجات الوعي والمسؤولية، مضيفًا:
"نحن في أمسّ الحاجة إلى الوحدة وتغليب صوت الحكمة، لأن الجبل لا يُحمى إلا بأهله، ولا يُصان إلا بالصدق. نحن ثابتون على موقفنا ومبدئنا منذ انطلاقة الثورة المباركة عام 2011، ولم ولن نحيد عن موقفنا تجاه سوريا وشعبها، ووحدة أراضيها، وحفظ كرامة الأهل".
البيان يأتي في وقت يشهد فيه الجنوب السوري توترًا متصاعدًا بين المكونات المحلية، وسط محاولات لاحتواء الخلافات ومنع تفاقمها، في ظل غياب الثقة بين الشارع المحلي والسلطات الرسمية، ما يضع مزيدًا من المسؤولية على عاتق القيادات المجتمعية والدينية في المحافظة.