حنظلة تبحر نحو غزة: صرخة ضمير دولية تحت الحصار المقال:

2025.07.23 - 02:56
Facebook Share
طباعة

 لليوم الرابع على التوالي، تواصل سفينة "حنظلة" إبحارها نحو قطاع غزة في محاولة جديدة لكسر الحصار المفروض على أكثر من مليوني إنسان منذ عام 2007. الرحلة التي أطلقتها مبادرة "تحالف أسطول الحرية"، تنطلق من خلفية إنسانية وسياسية في آنٍ معاً، وتحمل على متنها 21 ناشطًا دوليًا من جنسيات مختلفة، بينهم شخصيات سياسية وإعلامية معروفة.

الناشطون المشاركون، ومن بينهم أميركيون وفرنسيون، وجّهوا رسائل مباشرة إلى حكوماتهم للمطالبة بحماية السفينة من أي اعتداء إسرائيلي محتمل، في ظل التهديدات التي سبق أن أطلقتها سلطات الاحتلال بمنع السفينة من الوصول إلى سواحل غزة. ودعا هؤلاء الحكومات الغربية إلى تحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، والتدخل لحماية المبادرة السلمية التي تهدف إلى إيصال رسالة إنسانية لا أكثر، في وجه حصار خانق وصفوه بـ"جريمة إبادة تجري على مرأى العالم".

السفينة، وهي مركب صيد قديم يعود تاريخ صناعته إلى عام 1968، أبحرت من ميناء غاليبولي الإيطالي يوم الأحد الماضي، ولا تحمل سوى طاقمها المكوّن من نشطاء مدنيين وبعض الهدايا الرمزية لأطفال غزة. وتوقعت مصادر في "تحالف أسطول الحرية" أن تصل السفينة إلى المياه الإقليمية القريبة من القطاع خلال ثلاثة أيام، ما لم يتم اعتراضها من قبل البحرية الإسرائيلية.

تضم الرحلة شخصيات بارزة مثل النائب في البرلمان الأوروبي إيما فورو، وعضو البرلمان الفرنسي غابرييل كاتالا، إضافة إلى الممثل الأميركي اليهودي جاكوب بيرغر، المعروف بمواقفه المناصرة لحقوق الإنسان، إلى جانب مراسل قناة الجزيرة محمد البقالي الذي يرافق الفريق لتغطية تفاصيل الرحلة.

إرث المقاومة السلمية
رحلة "حنظلة" هذه تُعدّ المحاولة الـ36 ضمن سلسلة من المبادرات التي أطلقها "تحالف أسطول الحرية" منذ عام 2010. وهي تعبير رمزي وفعلي عن التضامن الدولي مع غزة، وسط تزايد حدة المعاناة الإنسانية هناك، والتي تفاقمت خلال الأشهر الأخيرة بفعل القصف والحصار المشدد، وانهيار الخدمات الأساسية، وتراجع فرص النجاة أمام الأطفال والنساء والمرضى.

وتحمل "حنظلة" اسم الشخصية الكاريكاتيرية الشهيرة للفنان الفلسطيني ناجي العلي، والتي أصبحت رمزًا للثبات والمقاومة في وجه الظلم. وكأنما أراد طاقم السفينة القول إن الروح التي مثلها "حنظلة" لم تمت، بل تواصل التحدي ولو عبر مركب صغير يواجه واحدة من أعقد المنظومات العسكرية في العالم.

أمل رغم الخطر
ورغم إدراك المشاركين في الرحلة للمخاطر التي قد تواجههم، فإنهم يتمسكون بالأمل في إيصال رسالتهم. ويؤكدون أن مجرد الإبحار باتجاه غزة، في ظل التجاهل الدولي المستمر، يمثل انتصارًا أخلاقيًا بحد ذاته، ورسالة إلى العالم بأن هناك من لا يزال يملك الشجاعة لكسر حاجز الصمت.

في الوقت الذي تستمر فيه الأزمات السياسية والعسكرية في فرض واقع خانق على غزة، تبقى مبادرات مثل "حنظلة" تذكيرًا حيًا بأن التضامن الإنساني لا يزال ممكنًا، وأن الحصار ليس قدَرًا لا يُكسر.

 

 

 

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 5