"حنظلة" في طريقها لغزة رغم التهديدات ومحاولات التخريب

2025.07.21 - 11:21
Facebook Share
طباعة

 لليوم الثاني على التوالي، تواصل سفينة "حنظلة" إبحارها في المياه الدولية، في مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، رغم التهديدات الإسرائيلية ومحاولات التخريب التي تعرضت لها قبل انطلاقها من إيطاليا.

السفينة، التي أبحرت صباح الأحد من ميناء غاليبولي الإيطالي، تحمل على متنها 20 ناشطًا دوليًا من عدة جنسيات، من بينهم شخصيات سياسية بارزة مثل عضو البرلمان الأوروبي إيما فورو، وعضو البرلمان الفرنسي غابرييل كاتالا.

وفي تقريره من على متن السفينة، أفاد مراسل الجزيرة محمد البقالي بأن طاقم السفينة اكتشف محاولة لتخريب الرحلة قبيل الانطلاق، بعد العثور على حبل ملفوف بإحكام حول مروحة المحرك، مما أدى إلى تلفها وتأخر الإبحار لساعتين. كما أُعلن عن محاولة تخريبية أخرى تمثلت في وضع مادة حارقة داخل إحدى الحاويات التي يُفترض أنها كانت تحوي مياهًا، ما أسفر عن إصابة اثنين من الطاقم بحروق بسيطة.

تهديدات إسرائيلية وتحذيرات
تأتي هذه الرحلة في ظل تحذيرات إسرائيلية متكررة من مغبة الاقتراب من شواطئ غزة، حيث سبق لقوات الاحتلال أن اعترضت سفنًا مماثلة في عرض البحر، وقامت باحتجاز طواقمها وترحيلهم، كما حدث مع سفينة "مادلين" في يونيو/حزيران الماضي.

ورغم هذه التهديدات، يؤكد منظمو الرحلة أنهم ماضون في هدفهم، مشيرين إلى أن "حنظلة" لا تحمل على متنها سوى ناشطين مدنيين وهدايا رمزية لأطفال القطاع، وليست سفينة شحن أو إغاثة تقليدية. ويتوقع أن تصل إلى شواطئ غزة خلال أسبوع، إذا لم يتم اعتراضها.

السفينة رقم 36 في "أسطول الحرية"
تُعدّ "حنظلة" السفينة رقم 36 ضمن أسطول الحرية، المبادرة التي أطلقها تحالف أسطول الحرية في عام 2010، لكسر الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ عام 2007. وتتنوع الرحلات بين سفن تضامنية ونسوية وشبابية، تسعى جميعها إلى لفت الأنظار الدولية لمعاناة سكان القطاع المحاصر.

أبرز تلك الرحلات كانت "مافي مرمرة" عام 2010، التي تعرضت لهجوم دموي من البحرية الإسرائيلية أسفر عن استشهاد 10 نشطاء وإصابة العشرات، ما أثار موجة إدانات دولية واسعة حينها. كما نظم التحالف في عام 2016 "أسطول الحرية النسوي"، والذي ضم ناشطات من دول مختلفة للتأكيد على دور المرأة في النضال السلمي ضد الحصار.

آخر رحلة وصلت إلى غزة قبل 17 عامًا
في ظل الحصار البحري المشدد، لم تتمكن أي سفينة من الوصول إلى غزة منذ عام 2008. وكانت "حنظلة" تأمل أن تكون الرحلة الأولى التي تنجح في كسر الحصار منذ 17 عامًا، إلا أن كافة المؤشرات تشير إلى احتمالية اعتراضها من قبل البحرية الإسرائيلية، كما جرى مع سابقتها "مادلين".

إصرار رغم المعوقات
السفينة "حنظلة"، وهي سفينة صيد قديمة تعود صناعتها لعام 1968، لا تُعتبر تهديدًا عسكريًا، بل تمثل رسالة رمزية في وجه الحصار الممتد، وتحمل اسم الطفل الفلسطيني "حنظلة" الذي تحوّل إلى أيقونة للمقاومة في رسومات الفنان الراحل ناجي العلي.

ورغم محاولات التخريب التي طالت السفينة منذ لحظة التحضير، إلا أن القائمين على الرحلة يؤكدون أن عزيمتهم لم تتأثر، وأن هدفهم الأسمى هو كسر جدار الصمت الدولي عن معاناة أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في القطاع، يعيشون تحت قصف مستمر وظروف إنسانية بالغة الصعوبة.

صرخة في عرض البحر
يأمل منظمو أسطول الحرية أن تكون هذه الرحلة جرس إنذار للمجتمع الدولي للتحرك ضد سياسات العقاب الجماعي التي تفرضها إسرائيل على المدنيين الفلسطينيين في غزة، خاصة بعد أن تحوّل الحصار إلى أداة للتجويع والموت البطيء، في ظل إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات.

وفي الوقت الذي تتقدم فيه "حنظلة" ببطء في عرض البحر، تتقدم معها رسالة تضامن من شعوب العالم، تقول إن غزة ليست وحدها، وإن هناك من لا يزال مستعدًا للمخاطرة من أجل أن يصل صوت المحاصرين إلى كل مرفأ في هذا العالم.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 6