السويداء: إجلاء عائلات ضمن اتفاق محلي

سامر الخطيب

2025.07.21 - 10:22
Facebook Share
طباعة

 أجْلت الجهات المحلية في محافظة السويداء، اليوم الاثنين 21 تموز، نحو 300 شخص من أبناء العشائر البدوية إلى بلدة بصر الحرير في ريف درعا الشرقي، وذلك في إطار اتفاق يقضي بإخراج المدنيين الراغبين بمغادرة المنطقة نتيجة التوترات الأمنية الأخيرة.


وجرت عملية الإجلاء بواسطة حافلات حكومية دخلت إلى مدينة السويداء في ساعات الفجر الأولى، وسط إجراءات أمنية مشددة نفذتها قوى الأمن الداخلي. وتم تأمين الطريق بشكل كامل لضمان سلامة المغادرين، مع انتشار كثيف للعناصر الأمنية في محيط نقاط العبور بين المحافظتين.


الاتفاق جاء كجزء من جهود محلية لتهدئة الأوضاع في محافظة السويداء، والسماح للمدنيين، خصوصًا النساء والأطفال، بالخروج الطوعي نحو مناطق أكثر استقرارًا مؤقتًا. وتمت العملية بالتنسيق بين الجهات الأمنية في السويداء ودرعا.


قادة الأمن الداخلي في المحافظتين، ومن ضمنهم مسؤولو الشرطة، حضروا عملية الإجلاء، وواكبوا مغادرة العائلات التي كانت محتجزة في المدينة خلال الأيام الماضية نتيجة المواجهات بين فصائل محلية ومسلحين من العشائر.


وبحسب مصادر محلية، فإن العدد الإجمالي الذي تسعى الجهات المنظمة إلى إخراجه من السويداء يصل إلى حوالي 1500 شخص، جميعهم من عشائر البدو، حيث يتم العمل على تنفيذ الإجلاء على مراحل متتالية حسب الجاهزية اللوجستية والأمنية.


تزامنًا مع عملية الإجلاء، حاول أكثر من ألف مقاتل من أبناء العشائر، صباح اليوم، الاقتراب من نقاط أمنية قرب بلدة بصر الحرير على الحدود الإدارية بين السويداء ودرعا، بهدف الضغط لإطلاق سراح أقاربهم المحتجزين لدى فصائل مسلحة محلية. إلا أن قوى الأمن منعتهم من التقدم، ووجهت رسائل تحذيرية بإطلاق النار في الهواء لتفريقهم ومنع أي تصعيد محتمل.


في شمال محافظة السويداء، شهدت مناطق مثل عريقة ونجران اشتباكات متقطعة بين مقاتلين من العشائر والفصائل المسلحة المحلية، فيما بقيت الجهة الغربية من المحافظة هادئة نسبيًا، بحسب ما أفاد شهود عيان ومراسلون ميدانيون.


على صعيد آخر، رُصد تحليق طائرات مروحية إسرائيلية على علو منخفض فوق المنطقة، دون تنفيذ أي ضربات أو عمليات عسكرية، وسط تداول معلومات غير مؤكدة حول إلقاء مساعدات أو ذخائر للفصائل المسلحة. إلا أن هذه الأنباء بقيت في إطار الإشاعات، ولم يصدر أي تأكيد رسمي بشأنها.


الجهات الأمنية في السويداء أكدت التزامها بتأمين خروج الراغبين في مغادرة المدينة، وتسهيل حركة العبور للأشخاص الذين يريدون الدخول إليها. وأوضحت أن الإجراءات الجارية تهدف إلى حماية المدنيين، وفرض الاستقرار عبر إيقاف المواجهات المسلحة، والعمل على فتح المجال أمام استئناف مؤسسات الدولة لدورها الطبيعي في المنطقة.


كما شددت المصادر الأمنية على ضرورة التزام جميع الأطراف المحلية بوقف إطلاق النار، وترك المجال للمساعي الرسمية والمحلية الرامية إلى تخفيف التصعيد، وتهيئة بيئة مناسبة لأي حوار وطني محتمل.


وفي سياق موازٍ، دخلت مساعدات إنسانية مقدمة من الهلال الأحمر إلى مدينة السويداء يوم أمس، الأحد 20 تموز، بالتنسيق مع وزارة الصحة. لكن هذه الخطوة قوبلت برفض من بعض المرجعيات الدينية المحلية، ما أعاق إدخالها إلى بعض الأحياء.


وتشهد محافظة السويداء منذ أسابيع حالة من التوتر المتصاعد نتيجة الخلافات بين مجموعات محلية ومسلحين من العشائر، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، واحتجاز عدد من المدنيين، قبل أن تبدأ وساطات محلية وجهود حكومية بتحقيق انفراج جزئي عبر اتفاقات لإطلاق سراح المحتجزين وخفض التصعيد.


الجهات المعنية تؤكد أن العمل مستمر لتثبيت التهدئة، وتحقيق الاستقرار الأمني في السويداء ودرعا، عبر الوساطات والتفاهمات مع الفعاليات المجتمعية، إلى حين التوصل إلى حلول دائمة وشاملة تضمن عودة الهدوء إلى المنطقة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7