في تموز 2025 نبه الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الأسبق، إلى خطر وجود مخططات قد تقود إلى تقسيم سوريا، مشيراً إلى أن الساحة السورية تمر بمرحلة خطيرة قد تُفكّك وحدة أراضيها وتلحق أثرها أولاً بدول الخليج. وقد صدرت هذه التحذيرات بعد تصاعد العنف في السويداء وما شهده من اشتباكات دامية بين العشائر والدروز أدّت إلى مئات القتلى، الأمر الذي استدعى تدخل الحكومة السورية لإقرار هدنة.
هذه التطورات تمثل انعكاساً واضحاً للتقسيم الأمني والجغرافي داخل سوريا، حيث تتوزع السيطرة بين الحكومة وفصائل المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية، مما يخلق أرضية حقيقية لما يمكن وصفه بـ"تقسيم مكتوم"، إذا لم يُعالج الوضع بشكل عاجل.
ومن جانب دمشق، تبرز مواقف رسمية قوية تؤكد تمسكها بوحدة الأراضي ومعارضتها لأي فصائل موازية قد تسعى إلى إعادة رسم خرائط جديدة. بينما يرى الشيخ حمد بن جاسم أن الحديث عن التقسيم ليس نظرياً فحسب، بل هو نتيجة طبيعية لهذا التشظي في الواقع، وأنه إذا تُرك دون رادع قد يتحوّل إلى واقع فعلي.
إن ما طرحه الشيخ هو قراءة دقيقة للمشهد السياسي والأمني الراهن في سوريا، وليس خطة معتمدة رسمياً، بل تحذير من تحويل الفوضى الحالية إلى تقسيم محسوم تحت عنوان "الحكم الذاتي". وهي دعوة صريحة للمجتمع الدولي والإقليمي لتوحيد الجهود والعمل المشترك لحماية وحدة سوريا ومنع تحول هذا التحذير إلى واقع مؤسف.