في حادثة أثارت موجة قلق واسعة بين أبناء الطائفة المسيحية في الساحل السوري، أعلنت مصادر محلية في محافظة طرطوس عن توقيف ثلاثة أشخاص يُشتبه بتورطهم في التخطيط لهجوم إرهابي استهدف كنيسة في قرية "الخريبات" بريف طرطوس الشرقي، فجر يوم الإثنين.
ووفقاً للمصادر، فإن قوات الأمن العام تمكّنت من رصد سيارة مشبوهة متوقفة بالقرب من الكنيسة، حيث كان بداخلها ثلاثة أشخاص يحملون مواد شديدة الانفجار تُقدّر بنحو 20 كيلوغراماً، إلى جانب منشورات وشعارات طائفية، ورموز تشير إلى فكر متطرف.
عناصر الأمن تعاملوا مع الموقف بسرعة، وجرى اعتقال المشتبه بهم دون وقوع أي اشتباك، قبل أن يُنقلوا إلى أحد المراكز الأمنية لاستكمال التحقيق. وفي أعقاب ذلك، فُرض طوق أمني مشدّد على المنطقة بمشاركة وحدات من جهاز المخابرات، حيث تم تمشيط محيط الكنيسة ومداخل القرية، تحسباً لوجود متفجرات أخرى أو أي عناصر متوارية.
ردود الفعل الشعبية لم تتأخر، إذ عبّر العديد من سكان البلدة والمناطق المجاورة عن قلقهم العميق من أن تتحول دور العبادة إلى أهداف للهجمات الإرهابية، خصوصاً في ظل التصاعد الأمني في عدد من المحافظات السورية خلال الأشهر الأخيرة. وطالب الأهالي بتشديد الإجراءات الوقائية حول الكنائس والتجمعات الدينية، لا سيما في المناسبات الكبرى التي تشهد حضوراً كثيفاً للمصلين.
ويُعتبر هذا التطور الأمني لافتاً، خاصة وأن قرية "الخريبات" وسواها من مناطق ريف طرطوس لطالما كانت تُصنّف ضمن أكثر المناطق أماناً واستقراراً في الساحل السوري، ما يُثير تساؤلات عن احتمال نشاط خلايا نائمة تسعى لإثارة توتر طائفي وزعزعة السلم الأهلي.
مصادر أمنية رجّحت أن التحقيقات الأولية قد تكشف عن شبكة أوسع تقف خلف المخطط، مشيرة إلى أن الرموز والمواد التي وُجدت بحوزة المشتبه بهم تحمل دلالات على ارتباطهم بفكر متشدد، وربما بجهات خارجية تعمل على بث الفوضى وإحياء الصراعات الداخلية.