الإعلان عن وقف إطلاق النار في السويداء
سامر الخطيب
أعلن وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة وقفاً تاماً لإطلاق النار في مدينة السويداء، بعد التوصل إلى تفاهم مع وجهاء وأعيان المدينة. ويأتي هذا الإعلان في أعقاب تصاعد الاشتباكات التي شهدتها المحافظة في اليومين الماضيين، وتسببت في خسائر بشرية ومادية مؤسفة.
الوزير أبو قصرة شدد على أن القوات المسلحة السورية ملتزمة بحماية أرواح المدنيين وممتلكاتهم، ووجّه تعليمات صارمة إلى جميع الوحدات العاملة داخل المدينة بضرورة تأمين الأهالي والحفاظ على النسيج الاجتماعي، مؤكداً أن الرد سيكون فقط على مصادر النيران، وكل من يحاول المساس بأمن المواطنين.
كما أشار وزير الدفاع إلى أن الخطوة التالية ستكون تسليم الأحياء لقوى الأمن الداخلي، وذلك بعد الانتهاء من عمليات التمشيط والتأكد من خلو المدينة من المجموعات الخارجة عن القانون، تمهيداً لإعادة الحياة الطبيعية إلى المدينة وإعادة الأهالي إلى منازلهم.
هذا التطور جاء بالتزامن مع جهود كبيرة بذلها وجهاء السويداء، الذين سعوا إلى فرض تهدئة شاملة، تجنباً لمزيد من التصعيد، ولضمان سلامة الأهالي والبنية التحتية. وقد ساهمت هذه المساعي في تسريع الوصول إلى التفاهمات مع القوات الأمنية.
من جانبها، أصدرت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز بياناً أكدت فيه ضرورة وقف فوري لإطلاق النار، مجددة تمسكها بسيادة الدولة والاحتكام للقانون، ومعربة عن استعدادها للمساهمة في تنظيم شؤون المحافظة من خلال تشكيل شرطة محلية من أبناء المدينة الشرفاء. كما شددت على رفضها القاطع لأي فصائل متطرفة أو خارجة عن القانون.
وفي السياق نفسه، عمل الشيخ ليث البلعوس على تأمين دخول القوات الحكومية إلى المدينة دون اشتباك، حفاظاً على الأرواح، فيما فرضت السلطات حظر تجوال لضمان الاستقرار وتسهيل تنفيذ الاتفاق.
ورغم ذلك، لا تزال بعض الاشتباكات المتقطعة تُسجل في محيط المدينة، حيث ترفض مجموعات مسلحة الانخراط في التفاهمات، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا والجرحى، وبلغت حصيلة الاشتباكات حتى الآن 102 قتيلاً، بينهم أطفال وسيدتان، إلى جانب عشرات الجرحى.
