حرائق اللاذقية تلتهم الغابات وتستدعي دعمًا إقليميًا
رزان الحاج
تدخل الحرائق المستعرة في ريف محافظة اللاذقية يومها العاشر، وسط جهود مكثفة تبذلها فرق الإطفاء على الأرض مدعومة بعمليات جوية، في محاولة للسيطرة على النيران التي تواصل التهام مساحات شاسعة من الغابات والمناطق الزراعية.
وقد اشتعلت الحرائق منذ الثالث من تموز الجاري، وانتشرت بشكل واسع في مناطق جبلية وعرة شديدة الكثافة النباتية، شملت برج زاهية، جبل النسر، غابات الفرنلق، نبع المرفي، ومنطقة الشجرة قرب بلدة كسب. وقد أدى ذلك إلى انقطاع الطريق الحيوي بين مدينة اللاذقية وبلدة كسب، مما عرقل عمليات الإجلاء وأبطأ وصول فرق الإنقاذ والإغاثة.
تزايد المخاوف من تمدد النيران باتجاه المناطق السكنية أثار حالة من الهلع بين الأهالي، خاصة بعد أن اقتربت النيران من منازل المدنيين في بعض القرى، مما دفع السكان إلى النزوح المؤقت في بعض المناطق المتضررة.
رغم التحديات البيئية والتضاريس الصعبة، تواصل فرق الإطفاء عملها بشكل متواصل، معتمدة على تقنيات العزل وفتح خطوط نارية لمنع تمدد ألسنة اللهب، إلى جانب التبريد والسيطرة على البؤر المشتعلة. كما ساهمت الطائرات المخصصة في عمليات الإخماد الجوي، رغم الرياح الشديدة التي تتسبب بإعادة اشتعال النيران وانتقالها إلى مسافات بعيدة.
ومن أبرز التحديات التي تواجه الفرق الميدانية وجود مخلفات حربية غير منفجرة في مناطق الحرائق، مما شكّل خطراً إضافياً أثناء تنفيذ مهام الإطفاء، إلى جانب صعوبة الحركة في مناطق الجبال والانحدارات الوعرة.
ضمن إطار الاستجابة والتنسيق المشترك، وصلت فرق متخصصة في البحث والإنقاذ ومكافحة الحرائق من عدة دول، أبرزها من وزارة الداخلية القطرية، مزوّدة بمعدات حديثة وطائرات مخصصة لإخماد النيران. كما دخلت فرق إطفاء إضافية من مناطق أخرى في سوريا، في حين وصلت مساء الجمعة قافلة مؤلفة من نحو 25 سيارة إطفاء من شرق البلاد لدعم جهود إخماد النيران في الساحل.
هذا الدعم الإقليمي يعكس حالة من التضامن لمواجهة واحدة من أخطر الكوارث البيئية التي تشهدها المنطقة منذ سنوات، حيث تشير التقديرات الأولية إلى خسائر كبيرة في الغطاء الحرجي والممتلكات الزراعية، وسط حاجة ماسة إلى تدخل أوسع واستراتيجية شاملة لإعادة تأهيل المناطق المتضررة.
وبينما تستمر محاولات احتواء الحريق، يأمل السكان المحليون أن تسهم الجهود المشتركة في إخماد النيران بشكل نهائي قريبًا، قبل أن تتفاقم الكارثة بشكل أكبر، خاصة مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة وصعوبة التنبؤ بمسار الحرائق في المناطق الجبلية.
