ريف حماة الشرقي بين الإهمال والخطر

سامر الخطيب

2025.07.10 - 12:17
Facebook Share
طباعة

 يعيش سكان ريف حماة الشرقي واقعًا صعبًا يتأرجح بين الإهمال الخدمي والانفلات الأمني، ما جعل الحياة اليومية فيه تتسم بالقسوة والقلق. تمتد المعاناة على مساحة واسعة تشمل قرى مثل الفان الشمالي، الفان الجنوبي، معان، عطشان، كوكب، الطليسية، الزغبة وغيرها من التجمعات السكانية التي تعاني من تردٍّ واضح في مختلف القطاعات الحيوية.


على الصعيد الخدمي، يشتكي السكان من غياب شبه كامل للبنية التحتية، بدءًا من الكهرباء والمياه، وصولًا إلى التعليم والرعاية الصحية. فالكهرباء تصل بشكل متقطع، إن توفرت أصلًا، بينما تعاني شبكات المياه من الأعطال المستمرة وانقطاع الضخ. المدارس القليلة المتبقية تفتقر إلى الكوادر والمستلزمات، ما يدفع بالكثير من العائلات إلى إبقاء أبنائها خارج العملية التعليمية.


إلى جانب ذلك، لا تزال الجهات المعنية تغيب عن مشهد الإغاثة أو التنمية في المنطقة. فالمشاريع الخدمية متوقفة، والدعم الحكومي لا يتجاوز التصريحات. وحتى المبادرات المحلية لا تملك الموارد الكافية لتحسين الواقع، ما جعل الأهالي يشعرون بالتهميش المستمر.


الأزمة الاقتصادية في ريف حماة الشرقي تتفاقم يومًا بعد يوم. معظم السكان يعيشون تحت خط الفقر، ويعتمدون على أعمال زراعية متقطعة أو الرعي في بيئة صعبة ومناخ غير مستقر. الأسعار في الأسواق المحلية مرتفعة، والسلع الأساسية إما مفقودة أو تباع بأسعار تفوق القدرة الشرائية للأهالي.


أما من الناحية الأمنية، فالوضع لا يقل سوءًا. تنتشر مجموعات مسلحة، بعضها مجهول الهوية، تنشط في أعمال الخطف والتشليح، وسط غياب واضح لأي دور فعّال للأجهزة الأمنية. كما تُسجل من حين لآخر هجمات مباغتة من قبل خلايا تتبع لتنظيم الدولة الإسلامية، تستهدف حواجز ومواقع أمنية في المنطقة، ثم تختفي دون أي ملاحقة تُذكر.


في بعض القرى ذات الطابع الطائفي المختلط، كمعان والطليسية والزغبة، يتفاقم التوتر نتيجة هجمات متكررة تُنسب لمجموعات مسلحة من أبناء البادية، ما أدى إلى وقوع قتلى وإصابات، بالإضافة إلى عمليات نهب وحرق ممتلكات، ما زاد من حدة الاحتقان وأدى إلى موجة نزوح جديدة.


ورغم عودة عدد محدود من العائلات إلى قراها الأصلية، إلا أن غياب مقومات الحياة الأساسية وغياب الأمان يقفان حائلًا أمام أي عودة شاملة. فالمنازل المدمرة ما زالت على حالها، والبنى التحتية التي دُمّرت خلال سنوات الحرب لم تُرمم، والخدمات الأساسية شبه معدومة.


في ظل هذا الواقع، يعلّق الأهالي آمالًا على تغيّر قادم، قد يأتي مع وعود الحكومة الجديدة بالتحرك لمعالجة هذا التدهور. لكن حتى اليوم، تبقى تلك الوعود مجرد كلمات لا تلامس أرض الواقع، وسط تساؤلات محلية متزايدة: متى تتحول الوعود إلى أفعال؟ ومتى يُرفع الغطاء عن منطقة لم تنل نصيبها من الاستقرار؟

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 9