حرائق اللاذقية تقترب من تلة استراتيجية

سامر الخطيب

2025.07.10 - 12:10
Facebook Share
طباعة

 تشهد جبال وريف محافظة اللاذقية منذ أكثر من أسبوع موجة حرائق متجددة، ازدادت حدّتها خلال الساعات الماضية مع اقتراب ألسنة اللهب من تلة الـ45، التي تُعد من النقاط المرتفعة ذات الأهمية الجغرافية في المنطقة. تسارع الرياح ووعورة التضاريس ساهما في توسع رقعة النيران، ما صعّب جهود الإطفاء بشكل كبير وأدى إلى استنفار واسع للكوادر العاملة في الميدان.


وتواصل فرق الدفاع المدني وأفواج الإطفاء محاولاتها لاحتواء الحريق في ظل ظروف ميدانية معقدة، أبرزها صعوبة الوصول إلى بؤر الاشتعال نتيجة الطبيعة الجبلية، وغياب مسارات آمنة، إلى جانب الرياح الساخنة التي تزيد من سرعة انتشار اللهب، الأمر الذي يهدد بمزيد من الخسائر في الغابات والأراضي الزراعية.


تلة الـ45 التي أصبحت على مقربة من النيران، تعتبر من المواقع الاستراتيجية التي تطل على مناطق واسعة من ريف اللاذقية، ما يزيد من أهمية احتواء الحريق ومنع تمدده نحوها. ورغم الجهود المستمرة، تبقى السيطرة الكاملة على النيران بعيدة المنال، وسط توقعات بامتدادها إذا لم تُسجّل انفراجات في الأحوال الجوية.


في السياق ذاته، انطلقت خلال الأيام الماضية قوافل دعم من عدة مناطق سورية للمساهمة في عمليات الإطفاء، شملت سيارات وآليات إطفاء، فرق فنية، وعناصر مدربة مزودة بالمستلزمات اللوجستية والطبية اللازمة. وتوزعت هذه الفرق على محاور متعددة في مناطق الشيخ حسن وناحية قسطل معاف، حيث تتواصل الجهود على مدار الساعة لاحتواء النيران قبل وصولها إلى القرى والمناطق السكنية القريبة.


وتُواجه فرق الإطفاء تحديات كبيرة في الأرض، منها نقص في المياه، وغياب خطوط النار الوقائية، فضلًا عن وجود مخلفات ألغام وذخائر غير منفجرة في بعض المناطق، ما يزيد من خطورة المهمة ويُبطئ الاستجابة.


كما يشهد الحريق مشاركة لافتة من السكان المحليين الذين تطوّعوا لمساعدة فرق الإطفاء، عبر تشكيل سلاسل بشرية لنقل المياه والمعدات، أو محاولة إيقاف النيران يدويًا باستخدام أدوات بدائية. هذه المساهمات، رغم محدوديتها، تعكس وعيًا مجتمعيًا بأهمية الحفاظ على البيئة والحد من توسّع رقعة الدمار.


في ظل هذه الظروف، تشير تقديرات أولية إلى احتراق ما لا يقل عن 14 ألف هكتار من الغابات والمساحات الزراعية، فيما تتزايد المخاوف من وصول النيران إلى مناطق إضافية يصعب إخلاؤها أو تأمينها بسرعة.


وتُطرح تساؤلات متجددة حول سبل الوقاية من هذه الكوارث المتكررة، وأهمية تجهيز بنية تحتية مخصصة لمكافحة الحرائق في المناطق الجبلية، خاصة مع تكرار سيناريوهات مماثلة في السنوات الماضية.


ومع استمرار الحرائق، تظل الأنظار متجهة إلى تطورات الطقس والجهود الميدانية المشتركة، وسط دعوات بتكثيف التنسيق وتوفير دعم تقني عاجل، يتيح تسريع عمليات الإخماد وتخفيف الأثر البيئي والخسائر الزراعية المتصاعدة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 10