اغتيال رجل دين بارز يُفجّر غضباً شعبياً في حمص

سامر الخطيب

2025.07.10 - 11:56
Facebook Share
طباعة

 خيّمت أجواء من الحزن والغضب على قرية المزرعة قرب حي الوعر في محافظة حمص، مساء أمس، عقب العثور على جثمان الشيخ رسول شحود وهو أحد الشخصيات الدينية البارزة من الطائفة الشيعية مقتولاً بعد ساعات من توقيفه. الحادثة أثارت صدمة واسعة في الأوساط الاجتماعية والدينية، وأدت إلى خروج احتجاجات غاضبة طالبت بكشف الحقيقة وضمان عدم تكرار مثل هذه الوقائع.


الضحية كان يُعد من أبرز الوجوه الدينية في ريف حمص، وله حضور واضح في المناسبات الدينية والفعاليات المجتمعية، حيث عُرف بدوره في تقديم الإرشاد الروحي والتوجيه الاجتماعي، مما جعله شخصية مؤثرة تحظى باحترام قطاعات واسعة من أبناء مجتمعه.


وفور انتشار نبأ مقتله، خرج عدد من الأهالي في مظاهرة شعبية في القرية، نددوا خلالها بما وصفوه بـ"استهداف مقلق" للشخصيات الدينية، مؤكدين على ضرورة حماية النسيج المجتمعي من أي تهديدات قد تزرع التفرقة. وردد المحتجون شعارات تدعو إلى الوحدة، وتطالب بفتح تحقيق شفاف يوضح الملابسات ويوصل إلى الحقيقة الكاملة حول ما جرى.


كما صدرت مواقف استنكارية من عدد من رجال الدين من مختلف الطوائف والمذاهب، عبّروا فيها عن أسفهم لوقوع مثل هذه الحادثة، التي وصفوها بالمؤلمة والمؤثرة على الاستقرار المجتمعي. ودعوا في الوقت ذاته إلى ضبط النفس، وتغليب الحكمة، والتعامل المسؤول مع الأحداث بما يحفظ السلم الأهلي.


ويأتي هذا التطور في وقت تمر فيه المنطقة بحالة من الحذر نتيجة تكرار حوادث مشابهة، حيث تشهد محافظة حمص من حين لآخر توترات محدودة خلفتها بعض الأعمال الفردية والخلافات المتفرقة. ما زاد من أهمية ضبط الإيقاع العام ومنع الانزلاق نحو أي مسار قد يؤدي إلى احتقان.


رغم أن تفاصيل الحادثة لم تتضح بشكل كامل بعد، فإن أوساطاً اجتماعية دعت إلى انتظار نتائج التحقيق، مع تأكيدها على ضرورة أن تكون الإجراءات المتخذة كفيلة بتبديد الشكوك، وطمأنة السكان، وإعادة التأكيد على قيم التعايش والاحترام المتبادل التي لطالما تميزت بها المنطقة.


وتتجه الأنظار حالياً إلى الخطوات المقبلة التي ستتخذها الجهات المعنية لمعالجة الموقف، وسط دعوات لتهدئة النفوس والحفاظ على الاستقرار، في وقت تزداد فيه الحاجة لتعزيز أجواء الثقة والتفاهم بين مختلف المكونات، بعيداً عن أي استقطاب أو تصعيد.


يبقى الأمل معقوداً على وعي المجتمع المحلي وحرصه على السلم الأهلي، وعلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الشخصيات الدينية والاجتماعية في توجيه الخطاب العام نحو التهدئة، والعمل على احتواء أي تداعيات محتملة للحادث، بما يصب في مصلحة الجميع.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 10