سوريا: قوافل إغاثية من الشمال الشرقي لمواجهة حرائق الساحل

2025.07.08 - 11:32
Facebook Share
طباعة

 في مشهد يعكس روح التضامن والمسؤولية، أعلنت جهات من شمال وشرق سوريا في مناطق "الإدارة الذاتية" عن جاهزيتها الكاملة للمساهمة في الجهود المبذولة لإخماد الحرائق المستعرة في مناطق الساحل السوري، والتي تواصل التهام مساحات واسعة من الغابات والأراضي الزراعية منذ عدة أيام.


تضمنت الاستجابة تحركات فعلية على الأرض، حيث انطلقت قوافل مؤلفة من فرق إطفاء مدرّبة ومجهزة من عدة مدن شمالية، في مقدمتها القامشلي، الحسكة، كوباني، الرقة، الطبقة ودير الزور. وشملت هذه القوافل سيارات إطفاء، صهاريج مياه، فرق طبية، مركبات صيانة، بالإضافة إلى عناصر مدرّبة ومستلزمات لوجستية وطبية متكاملة، ما يعكس الجدية والاستعداد العالي للتدخل والمساهمة الفاعلة في مواجهة الكارثة البيئية.


توجهت هذه القوافل إلى مدينة الطبقة كنقطة انطلاق رئيسية، حيث من المقرر أن تتوجه صباح الغد إلى مناطق الساحل السوري، في خطوة عملية تهدف إلى دعم جهود السيطرة على الحرائق والحد من انتشارها.


تأتي هذه التحركات بالتزامن مع استمرار العمليات الميدانية في محافظة اللاذقية، حيث تواصل فرق الدفاع المدني وأفواج الإطفاء العمل منذ ستة أيام متواصلة، في مواجهة حرائق شديدة الانتشار تغذيها الرياح العاتية والطبيعة الوعرة للمنطقة.


المشهد في الساحل لا يقتصر على الجهود المحلية فقط، إذ تشهد المنطقة مشاركة إقليمية ملحوظة، تمثلت بإرسال فرق إطفاء من عدة دول مجاورة، إلى جانب الدعم الجوي الذي توفره طائرات سورية، تركية، أردنية ولبنانية، بلغ عددها حتى الآن 16 طائرة تعمل على إخماد النيران من الجو.


وفي ظل هذه الأوضاع الطارئة، برز دور السكان المحليين الذين اندفعوا بشكل تطوعي للمساعدة في عمليات الإخماد، مستخدمين إمكانياتهم البسيطة للمساهمة في إنقاذ أراضيهم ومنازلهم من خطر الامتداد المتسارع للنيران.


ورغم كل هذه الجهود، لا تزال فرق الإطفاء تواجه تحديات ميدانية قاسية، أبرزها وعورة التضاريس التي تعيق وصول الآليات، وغياب خطوط النار الوقائية التي تساعد عادة على الحد من التمدد، إلى جانب نشاط الرياح القوي ووجود مخلفات ألغام وذخائر غير منفجرة في بعض المناطق، ما يشكل خطراً مباشراً على حياة فرق الإغاثة.


وتشير التقديرات الأولية إلى أن المساحات المتضررة بلغت نحو 14 ألف هكتار من الغابات والأراضي الزراعية، في وقت تتزايد فيه المخاوف من امتداد النيران إلى مناطق جديدة مع استمرار درجات الحرارة المرتفعة وانخفاض مستويات الرطوبة.


في ظل هذا المشهد الصعب، يعلو صوت التضامن والمسؤولية الجماعية كحاجة ملحّة، فالكارثة البيئية لا تعرف حدوداً، والتعاون بين جميع المكونات يبقى السبيل الأنجع للسيطرة على الكارثة والحد من تداعياتها.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 4