قال مستشار يعمل في لجنة تابعة لاحدى لجان الكونغرس الأميركي بان بنيامين نتنياهو يريد حربا لتغيير النظام الايراني تتضمن مشاركة اميركية في القصف الواسع وفي تحريك اضطرابات شعبية تخلق مناطق أمنة للمعارضين الايرانيين.
واضاف ان رئيس وزراء اسرائيل طلب من ترامب أن يوقف الحرب على ايران بعد نفاذ الاهداف التي يمكن قصفها، واثر مفاجأة الايرانيين له بضربات تجاوزت الانظمة الدفاعية الاسرائيلية والأميركية.
وكشف المستشار ان اسرائيل تعتقد انها وجدت الثغرات التي نفذت منها الصواريخ الايرانية وقامت باقفالها بما يحمي جبهتها الداخلية من اي قصف ايراني في المستقبل شرط ان يوافق ترامب على تكثيف وجود الدفاعات الجوية المتعددة الطبقات والتي يديرها الاميركيون مباشرة في البحر الاحمر وفي الخليج وفي شرق المتوسط وفي دول عربية مجاورة بينها الاردن وقواعد الاميركيين في العراق وسورية.
ومن هذا المنطق يعتقد المستشار بان اميركا ستقيم قواعد دفاع صاروخي اضافية في سورية والعراق وفي الاردن، كما سترسل المزيد من المدمرات والسفن الحربية التي تحمل منصات متطور و المتخصصة بالدفاع الجوي. وهناك حديث عن قيام شركة مصنعة لصواريخ ثاد وباتريوت بمعالجة خاصية التصدي لمسار صاروخي متعرج تقوم به بعض انواع الصواريخ الايرانية من طرازات خرمشهر المتعددة.
وكشف المصدر بأنه مع حلول يوم السادس من تموز 2025، ومع وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأميركية قد ينطلق العد العكسي للحرب الاسرائيلية الاميركية المقبلة على ايران.
و قد تزامنت الزيارة مع خطاب أميركي واضح يُعلن أن الزعيمين سيبحثان شؤونًا أهمّ من غزة—وهي العلاقة المتفجّرة مع طهران.
يقول الخبير، الذي طلب عدم الكشف عن هويته “لأنه غير مصرح له بالإدلاء ببيانات للصحفيين”، إن هذه الزيارة ستكون لتقرير خطط التعامل المقبل مع ايران في اطار حرب شاملة تخوضها اميركا بالمفرق لا بالجملة وعبر واجهتها الاسرائيلية على المحور الايراني في المنطقة العربية. وكشف المصدر انه لولا الرد الايراني لما توقفت الحرب بعد اثني عشر يوما، والان ان اقتنع ترامب بان الخطة التي يحملها فريق عمل نتنياهو لاحباط الهجمات الصاروخية الايرانية فانه قد يعطي الضوء الاخضر لنتنياهو فقرار الحرب على المحور الايراني وصولا للقضاء الكلي على اي قوة تعارض اسرائيل واميركا في الشرق الاوسط هو قرار الدولة العميقة ولم يبدأ مع ترامب بل مع بايدن، وما سيحصل في الزيارة هو قرار حرب بالتأكيد لكن هل تحصل في موعد قريب ام ابعد باشهر هذا هو السؤال.
ومما حمله معه فريق اعداد الزيارة تقارير توضح لترامب كيف ان الشبكات الامنية التي تعاون اسرائيل في اختراقها لايران في مستويات عليا قد تتعرض للكشف كلما مر وقت اكثر في عملية مضادة للتجسس تشنها اجهزة الامن الايرانية حاليا.
فرضيتين تحليليتين:
هل سيعطي ترامب الضوء الاخضر فورا فتبدأ اسرائيل بقصف ايران وبتنفيذ عمليات لدعم الانفصاليين الكرد والبلوش فيتحرك هؤلاء على قاعدة قيام اسرائيل ببناء منطقة عزل جوي تحمي تحركاتهم ثم تشن اميركا دون اعلان حملة جوية بالاشتراك مع اسرائيل لتدمير اسس الاقتصاد الايراني واصوله الاستراتيجية واسس الدولة والانظمة الامنية والمدنية التي مكنت النظام من الاستمرار بالتحكم بالدولة والشعب الايراني.
فرضية أولى: ضوء أخضر لاستمرار الضربات
نتنياهو يرمي بثقله لأخذ “تفويض ضمني” من البيت الأبيض لاستكمال الضربات ضد المواقع النووية الإيرانية، من دون انخراط أميركي مباشر. وهذا يتسق مع تصريحات ترامب حول تمكين إيران من “إنجاز الصفقة أو مواجهة ضربة أخرى”.
فرضية ثانية: تخطيط لمرحلة أوسع
الخبير يرى في الغارات الإسرائيلية–الأميركية الأخيرة خطوة أولى ضمن “حرب متقطّعة” يطلقها اللوبي الأمني الإسرائيلي. وهي تتماشى مع الاستراتيجية التاريخية: ضربات اختبارية تمهد لجولات لاحقة أكثر عمقًا.
وفقاً للخبير، فإن اجتماع نتنياهو–ترامب لا يقدم ضوءاً أو رفضاً مباشراً، لكن يُشحن ضمنه “غطاء سياسي أميركي مرجّح”، يسمح لإسرائيل بزيادة الضغط على طهران، مع حفاظ واشنطن على زخم الدبلوماسية الرسمية.
إيران في حلبة الاختبار
يصف الخبير الوضع الراهن لطهران بأنه “حصار من ثلاث زوايا”:
• سياسيًا: طهران تتشبث بحقها النووي، وتعتبر أي اتفاق يُفرض تحت القصف غير شرعي. لكن لاميركا ادواتها الداخلية التي تعمل بالسياسة والنفوذ المحلي من داخل السلطة الايرانية على تعميم اهمية العودة للمفاوضات ما سيحبط اي استعدادات ايرانية لمواجهة الحرب المقبلة وسوف يشتت ما كسبه النظام من دعم شعبي لمسار تصادمي مع اميركا ولو كلف ذلك صعوبات اقتصادية اضافية.
ويكشف الخبير ان مشكلة ايران مع العقوبات ليست فقط اقتصادية بالمعنى الحرفي بل فيما تسببه من اضطرابات داخلية ومسار الحرب الاخيرة شعبيا اعطت للسلطة الايرانية مساحة واسعة شعبيا حيث صارت فئات وازنة من الشعب الايراني مستعدة للتضحية اقتصاديا ومعيشيا مقابل الحفاظ على الكرامة الوطنية.
• أمنيًا: تبني سريع لقدرات ردعها، خصوصاً عبر صواريخها الباليستية، رغم الضرر الذي لحق بها جراء الضربات المشتركة.
• دبلوماسيًا: انسحاب نهائي من اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية ومن اي تعاون مراقبي الوكالة الدولية، ما يزيد من الغموض حول الوضع النووي.
هل تتحوّل واشنطن إلى “دولة عرابة”؟
يشير الخبير إلى “توازن هشّ” في السياسة الأميركية:
• من جهة، هنالك رغبة في المحافظة على صورة ترامب كـ"صانعَ سلام" وليس "رئيس حروب"، ما يحافظ به على قاعدة ناخبيه المترافقة مع جمهور يمين الوسط.
• ومن جهة أخرى، لا ترغب واشنطن في تصعيد مباشر، بل تترك لإسرائيل حرية المناورة—وهو ما يجيء عبر "تفويض ضمني" دون ظروف علنية.
المرحلة الاستراتيجية
يقول الخبير أن اللقاء دقيق، لا للتوقيع على قرار بشن حرب لان القرار متخذ من زمن بايدن وقد كشف البنتاغون بعد حرب الاثني عشر يوما عن تدريبات مشتركة مع اسرائيل على ضرب ايران وهي حصلت قبل سنة اي قبل وصول ترامب للسلطة،
الخبير يوضح:
المرحلة الأولى: القصف التجريبي ووضع إيران تحت المراقبة.
المرحلة التالية: ضغوط عسكرية اسرائيلية متتالية متقطعة (معركة بين الحروب ضد اهداف ايرانية) مع دعم سياسي أميركي ضمني لتحريك الانفصاليين القوميين الكرد والبلوس وربما الاذريين.
احتمالات تمكن إسرائيل من فرض واقع أقوى أمام إيران، وقد يؤدي إلى جولة أخرى من القتال “إذا ما ضاقت المفاوضات”.
ويختم الخبير قوله: “الرهان الآن على مدى قدرة واشنطن على «الفرز» بين إعلان الدعم الأمني، وبين الربط بين هذا الدعم والتزامات قادمة في الميدان”.