قاعدة أمريكية في كسب: إعادة تموضع أم بداية مواجهة جديدة؟

2025.07.06 - 10:20
Facebook Share
طباعة

 كشفت تقارير إعلامية عن نية الولايات المتحدة الأمريكية إقامة قاعدة عسكرية جديدة في منطقة كسب الساحلية، على الحدود التركية–السورية، في تحوّل يوكد بأن واشنطن لا تنوي الانسحاب من سوريا، بل تعيد تموضعها بهدوء نحو الشمال الغربي للبلاد.


من الشرق إلى المتوسط
وفقًا للصحافي عطا فرحات، المقيم في الجولان، فإن واشنطن انتقلت عمليًا من شمال شرق سوريا، حيث تراجع انتشارها في مناطق مثل الرقة ودير الزور، إلى شمال غرب سوريا المشرف على البحر الأبيض المتوسط. وتعد كسب نقطة استراتيجية حساسة، تقع على الحدود المباشرة مع تركيا، وتشرف على السواحل السورية التي شهدت اضطرابات وعمليات قصف وتهجير خلال السنوات الأخيرة.


القاعدة الجديدة: ما الهدف؟
يُعتقد أن القاعدة المزمع إنشاؤها في كسب ستوفر للولايات المتحدة نقطة مراقبة بحرية وأرضية مهمة، تمكّنها من مراقبة التحركات التركية والروسية في آن واحد، وتمنحها موطئ قدم قرب مناطق النفوذ العلوي والروسي في الساحل السوري.


في الوقت ذاته، تسعى واشنطن لتثبيت موطئ قدم في هذه المنطقة الحساسة من خلال طرح خطة تنسيق مشتركة بين قوات "قسد" (قوات سوريا الديمقراطية) والقوات الموالية لأنقرة، تحديدًا حول سد تشرين، الذي يُعد منشأة حيوية للطاقة والمياه في شمال سوريا.


الجيش السوري الجديد… إلى الواجهة
المثير في التفاصيل هو الحديث عن إقحام "الجيش السوري الجديد"، وهي قوة درّبتها الولايات المتحدة سابقًا في قاعدة التنف جنوب شرقي سوريا. وتفيد المصادر أن واشنطن اقترحت نشر هذه القوات في مناطق تماس بين قسد والمعارضة السورية الموالية لتركيا، في محاولة لإنشاء منطقة "عازلة ناعمة"، لا تهيمن عليها أي من القوى التقليدية.


انسحاب أم إعادة انتشار؟
بحسب فرحات، فإن ما يحدث ليس انسحابًا أمريكيًا، بل إعادة انتشار مدروسة، تهدف لتقليص التكاليف دون التخلي عن التأثير العسكري والسياسي. إذ من المتوقع أن تحافظ واشنطن على وجودها في قاعدة رميلان الجوية بمحافظة الحسكة، وهي القاعدة الأكبر لها في سوريا، بينما تنسحب تدريجيًا من مناطق النفوذ العشائري العربي مثل دير الزور والرقة.


التوقيت والأسئلة المفتوحة
يأتي هذا التحوّل في لحظة إقليمية حرجة: تصاعد في التنسيق الروسي–التركي، فتور في علاقات واشنطن بأنقرة، وانشغال إيران بجبهات متعددة. فهل تتحضّر الولايات المتحدة لجولة جديدة من النفوذ عبر البحر؟ أم أن القاعدة في كسب مجرد ورقة ضغط تفاوضية؟


الخلاصة
سواء أكان الهدف تثبيت نقاط نفوذ جديدة، أو التحكم بممرات الساحل والحدود، فإن التحرك الأمريكي نحو كسب يفتح صفحة استراتيجية جديدة في الأزمة السورية، تُعيد رسم خرائط القوة والنفوذ في شمال البلاد. ويبقى السؤال: من سيملأ الفراغ في الرقة ودير الزور، وما مصير التوازنات على ضفاف الفرات؟

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10