في ظل التوترات الإقليمية والضغوط الأمنية المتزايدة على الحدود الشرقية للبنان، نفى الجيش اللبناني بشكل قاطع وجود أي تسلل لمجموعات مسلحة قادمة من الأراضي السورية، مؤكداً أن الوضع على الحدود "تحت السيطرة الكاملة"، وأن التنسيق الأمني والعسكري بين بيروت ودمشق قائم على أعلى المستويات لضبط أي تحركات مشبوهة.
وجاء النفي الرسمي بعد تقارير إعلامية تحدثت عن دخول مقاتلين أجانب من سوريا إلى الأراضي اللبنانية، وادعت أن هناك تجهيزات لتحركات ميدانية أو عمليات داخل العمق اللبناني. إلا أن هذه المزاعم وُصفت بأنها تندرج ضمن "حملات تضليل" تهدف إلى بث الرعب وزعزعة الثقة بالمؤسسات الأمنية، خصوصاً في ظل الوضع الاقتصادي الحرج الذي يمر به لبنان.
وخلال لقائه مع وفد من الصحفيين والناشطين، شدد قائد الجيش اللبناني على أن ما يُثار عن تسلل جماعات مسلّحة هو محض "شائعات لا أساس لها"، هدفها تشتيت الانتباه عن الجهود الحقيقية المبذولة لحماية الحدود وضبط التهريب. وأضاف أن هناك جهات داخلية تعمل على تضخيم التوترات لتحقيق مكاسب سياسية، محذرًا من خطر "الفتنة الطائفية" التي قد يستغلها البعض لتأجيج الصراعات المحلية.
في السياق ذاته، أكدت الحكومة اللبنانية أنها تُكثف تعاونها مع الجانب السوري لضبط كامل الشريط الحدودي، والذي يُعد من أكثر النقاط حساسية في المنطقة. فقد أشار رئيس الوزراء اللبناني إلى أن هناك "آلية تنسيق مشتركة" تم تفعيلها مؤخراً، تشمل تبادل المعلومات الأمنية ومراقبة المعابر غير الشرعية.
وأضاف أن لبنان يسعى من خلال هذا التعاون إلى تحقيق عدة أهداف، من أبرزها منع التهريب، ومحاربة شبكات نقل البشر والمخدرات، إضافة إلى تسهيل العودة الآمنة للاجئين السوريين. وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المناطق الحدودية بين البلدين نشاطاً متزايداً لعمليات تهريب المحروقات والأسلحة، وسط تحديات لوجستية ناجمة عن التضاريس المعقدة وقلة الموارد البشرية.
من جهته، شدد وزير الخارجية اللبناني على أن بناء دولة قوية في كل من لبنان وسوريا هو شرط أساسي لحماية الحدود، مؤكدًا أن ضعف الدولة في أي من الطرفين يخلق فراغاً أمنياً تستغله الشبكات الخارجة عن القانون.
وعلى الأرض، أعلنت السلطات السورية في الأيام الماضية عن ضبط عدد من الشحنات المهربة، بينها أسلحة وصواريخ، كانت مجهزة للعبور إلى داخل الأراضي اللبنانية. وقد أكدت وزارة الداخلية السورية التزامها الكامل بالتعاون مع بيروت من أجل القضاء على التهريب وملاحقة المهربين.
في المحصلة، تؤكد التطورات الراهنة أن لا وجود لتحركات عسكرية مشبوهة على الحدود السورية اللبنانية، في وقت يسعى فيه الطرفان إلى تعزيز التنسيق المشترك، وتحويل الحدود من مصدر تهديد إلى نقطة استقرار وأمان في منطقة تزداد فيها التحديات الأمنية والسياسية تعقيداً.