في حادثة صادمة أثارت الذعر والغضب بين السكان، عُثر على جثتين لمواطنين مقتولين في منطقة "ساتر الجزيرة الثانية" ضمن مساكن الديماس في ريف دمشق، وذلك عقب اختطافهما من قبل مجموعة مسلحة مجهولة الهوية ترتدي زياً شبيهاً باللباس الأمني الرسمي.
وبحسب ما أكد شهود عيان من الحي، فقد وقعت الحادثة الأولى يوم الثلاثاء الموافق 1 تموز، حيث اختُطف أحد الضحيتين في ظروف غامضة دون معرفة تفاصيل دقيقة عن الجهة التي نفذت العملية أو الأسباب الكامنة وراءها. وفي اليوم التالي، الأربعاء 2 تموز، داهمت مجموعة مسلحة أحد منازل الحي واقتحمته عنوة، حيث قامت باختطاف الضحية الثانية من داخل منزله، وأمام أعين أسرته التي لم تسلم من التهديد، إذ تم تقييد الزوجة والابنة ووضع كمامات على أفواههما لمنعهما من الاستغاثة.
بعد مرور وقت قصير على عملية الخطف الثانية، تم العثور على الجثتين مقتولتين في نفس الموقع الذي تتواجد فيه المساكن، وهو ما عمّق من حالة الرعب في المنطقة، وأثار كثيراً من التساؤلات حول دوافع الجريمة والرسائل التي قد تحملها.
الضحيتان، اللذان ينتميان إلى خلفيتين اجتماعيّتين متشابهتين ومنطقتين مختلفتين في الساحل السوري، لم يعرف عنهما أي ارتباط سياسي أو نزاع شخصي علني، ما جعل من القضية أكثر غموضاً. ومع عدم صدور أي تعليق رسمي أو توضيح من الجهات المعنية حتى لحظة كتابة هذا التقرير، يتصاعد التوتر في المنطقة، وتتزايد التكهنات بين الأهالي حول هوية الفاعلين ودوافعهم.
يصف سكان الحي الوضع بأنه "مرعب وغير مسبوق"، حيث بدا واضحاً أن العملية كانت منظمة ومخططاً لها، مما يثير مخاوف من أن تكون بداية لسلسلة من العمليات المماثلة في ظل التدهور الأمني الذي تعانيه بعض المناطق.
ويتساءل الكثيرون ما إذا كانت هذه الجريمة تحمل أبعاداً أوسع من مجرد استهداف شخصي، خاصة وأن الجناة تعمّدوا استخدام زي أمني لإرباك السكان وتسهيل تنفيذ العملية. في ظل هذه الأجواء، يتعالى صوت الأهالي مطالبين بفتح تحقيق شفاف وفوري لكشف الملابسات ومحاسبة الفاعلين، حفاظاً على أمن السكان ومنع تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد استقرار المجتمع المحلي.
تبقى الأسئلة دون إجابات، فيما الجثتان وُريتا الثرى وسط حزن عام، وخوف يتصاعد كل ليلة في مساكن الديماس، حيث لا أحد يشعر بالأمان بعد اليوم.