حملات أمنية واسعة في دير الزور تطيح بشبكات تهريب وصواريخ
سامر الخطيب
شهدت محافظة دير الزور خلال الأيام الماضية تصاعداً في العمليات الأمنية التي نفذتها قوات الأمن الداخلي، ضمن جهود مكثفة لمواجهة التهريب والتطرف وتعزيز الاستقرار في المنطقة. هذه الحملات الأمنية الواسعة تركزت على مناطق متعددة في المحافظة، وأسفرت عن ضبط كميات من الأسلحة واعتقال متهمين بانتحال صفة أمنية والتورط في أعمال مشبوهة مرتبطة بميليشيات مسلحة.
في مدينة الميادين شرقي دير الزور، تمكنت دوريات الأمن الداخلي من ضبط شحنة كبيرة من صواريخ "غراد" خلال عملية مداهمة دقيقة. هذه العملية أظهرت حجم التهريب الذي تشهده المنطقة، حيث تم القبض على عدد من الأشخاص المرتبطين بميليشيات سابقة بزمن النظام البائد، بالإضافة إلى تجار أسلحة لهم صلات بتنظيم عمليات التهريب والتوزيع في المحافظة. تمثل هذه الخطوة محاولة جدية للحد من انتشار الأسلحة الثقيلة التي تهدد أمن السكان.
وفي سياق منفصل، أوقفت قوات الأمن الداخلي شخصين في مدينة دير الزور، وذلك بعد ضبطهما أثناء انتحال صفة عناصر أمنية ومحاولتهما التدخل في فض شجار وقع في حديقة الأشعري قرب دوار المدلجي. هذه الحادثة تسلط الضوء على محاولات استغلال وضع الأمن لإثارة الفوضى، وهي ظاهرة تؤثر سلباً على الاستقرار المحلي وتزيد من حدة التوتر بين المواطنين.
كما تم اعتقال شخص من قرية الكشمة بريف دير الزور الشرقي، متهم بالتورط في أعمال "التشبيخ" التي كانت تستهدف زعزعة الأمن. هذا المتهم كان أحد أذرع أجهزة المخابرات الجوية والأمن العسكري، وارتبط بميليشيات سابقة، مما يعكس حجم التعقيدات الأمنية التي تواجهها المحافظة بسبب التدخلات الخارجية والمرتزقة الذين يسعون لاستغلال الأوضاع لتحقيق مصالحهم.
تأتي هذه العمليات الأمنية في إطار جهود موسعة تقودها قوات الأمن الداخلي لتطهير المحافظة من خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" وملاحقة مهربي السلاح. تسعى هذه الحملات إلى تعزيز الأمن العام وضمان بيئة مستقرة تخدم المصالح الوطنية للسكان المحليين.
على الرغم من هذه الجهود، ما زالت التحديات الأمنية قائمة، خاصة مع استمرار النشاطات المشبوهة لبعض العناصر المسلحة وامتداد نفوذ بعض الميليشيات الأجنبية في المنطقة. ويتطلب الوضع تحركًا أمنياً مستمرًا وتعاونًا فعّالًا بين مختلف الأجهزة المختصة لمواجهة هذه التهديدات المتعددة.
