تشهد مناطق مختلفة من البلاد تصاعدًا ملحوظًا في حوادث الخطف والفقدان، مما يزيد من حالة القلق الشعبي نتيجة توسع رقعة هذه الظاهرة وغياب ردود فعل رسمية واضحة. ففي الأيام الأخيرة، سجلت عدة حوادث خطف وفقدان في محافظات حمص واللاذقية والسويداء، مما أثار مخاوف الأهالي حول أمن وسلامة أبنائهم.
في ريف حمص الغربي، فُقد الاتصال بشقيقين من بلدة حديدة خلال محاولتهما التوجه إلى الأراضي اللبنانية عبر معبر العريضة الحدودي. كان الشابان قد انطلقا في رحلتهما بشكل طبيعي، لكن تواصل العائلة معهما انقطع فجأة، دون أي معلومات واضحة عن مكان وجودهما أو مصيرهما حتى الآن. يستمر أفراد العائلة في محاولة التواصل مع الجهات المختصة لمعرفة أي جديد، وسط حالة من القلق الشديد.
في حادثة منفصلة ضمن نفس المنطقة، اختفى شاب من قرية عين التينة أثناء عودته من عمله في قرية المعاجير. كان آخر اتصال له مع عائلته في بلدة حديدة، ثم فقد الاتصال به بشكل مفاجئ، ما دفع ذويه للبحث عنه بلا جدوى حتى اللحظة.
وفي اللاذقية، شهدت مدينة القرداحة حالة اختطاف لشاب يعمل في مجال توزيع المواد الغذائية بمدينة جبلة، ويعيل أسرة مكونة من زوجته وثلاثة أطفال. اختفاء الشاب جاء في ظروف غامضة، وبالرغم من مراجعة ذويه للجهات الأمنية، نفت هذه الجهات وجوده لديها أو معرفتها بمكانه، ما يزيد من تعقيد القضية ويعمق قلق العائلة على مصير ابنها.
لم تقتصر حالات الاختطاف على ذلك، إذ أُبلغ عن اختطاف مواطن آخر من قرية الخزيمية في ريف القرداحة أثناء توجهه للكشف على مزرعته، على يد مجهولين يستقلون سيارة فضية اللون. الخاطفون تواصلوا مع عائلته وطالبوا بفدية مالية كبيرة، مهددين بقتله في حال عدم الدفع. العائلة تواصل مناشدتها الجهات المعنية بالتدخل العاجل.
أما في محافظة السويداء، فقد تعرض ثلاثة شبان من منطقة الحولة في ريف حمص للاختطاف أثناء تواجدهم في الجنوب السوري للعمل في تجارة الكراسي والمفروشات. هذه الحادثة جاءت في سياق رد فعل مسلحين على اعتقال أحد المطلوبين من الطائفة الدرزية، حيث قام المسلحون بالرد باختطاف المدنيين الثلاثة، مع مطالبات ذويهم بالإفراج عن أبنائهم.
هذه الحوادث المتكررة تمثل تحديًا أمنيًا واجتماعيًا كبيرًا، حيث تفاقمت مخاوف الأهالي من تفشي ظاهرة الخطف، ما يهدد السلامة العامة ويزعزع الاستقرار في المناطق المتأثرة. ويأمل الناس أن تتحرك الجهات المعنية بشكل عاجل وجاد لمتابعة هذه القضايا، والبحث عن المفقودين والكشف عن مصيرهم بأسرع وقت ممكن.
الاستجابة الفعالة والشفافية في معالجة هذه الملفات ضرورية لتعزيز ثقة المواطنين بالإجراءات الأمنية، والحد من تكرار هذه الظواهر التي تترك أثرًا سلبيًا على الحياة اليومية والأمن المجتمعي. يبقى الأمل معقودًا على تحرك سريع يضع حدًا لتلك الحوادث، ويحفظ حياة وأمان الأبناء في كافة المناطق.