تحذير أمريكي صارم لقوات سوريا الديمقراطية: الاختيار بين التسوية أو المواجهة

سامر الخطيب

2025.07.02 - 11:28
Facebook Share
طباعة

 شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) تصعيدًا غير مسبوق في الأيام الأخيرة، بعدما تلقى قائد “قسد” توبيخًا شديد اللهجة من المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا خلال لقاء جرى في أربيل، بحسب مصادر مطلعة. جاءت هذه المواجهة بعد حملة دعائية أطلقتها “قسد” بشأن العمليات العسكرية المشتركة ضد تنظيم داعش في البادية السورية، والتي أثارت غضب الجانب الأمريكي بشكل واضح.


في اللقاء، تم التأكيد بشكل قاطع أن فترة التعامل المحدود مع “قسد” بوصفها شريكًا في الحرب ضد داعش قد انتهت، وأن التصرفات الأخيرة جعلت من “قسد” منظمة إرهابية في نظر الولايات المتحدة. المبعوث الأمريكي أوضح أن الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة كان مشروطًا ومقتصرًا على ظروف محددة تتعلق بمحاربة داعش فقط، ولم يعد هناك أي مبرر لاستمرار وجود هذه القوات في الوضع الراهن.


الجانب الأمريكي أوضح أن النظام السوري كان له دور في دعم داعـ ـش، ومع سقوط النظام، لم تعد “قسد” ذات فائدة بالنسبة للتحالف الدولي. كما أكد أن الحكومة السورية كانت على استعداد للتوصل إلى اتفاق مع “قسد” لتجنب حرب شاملة كانت ستقضي على وجودها، إلا أن الأخيرين أبدوا مماطلة واضحة، متأثرين بتدخلات من مجموعات متطرفة داخل صفوفهم.


الرسالة الحاسمة التي تلقاها قائد “قسد” كانت واضحة: عليه أن يختار بين الاندماج ضمن إطار الدولة السورية الجديدة، أو مواجهة حرب قاسية لا يسانده فيها التحالف الدولي، الذي بدوره سيقف إلى جانب الحكومة الشرعية. الوقت لا يصب في مصلحة “قسد”، والخيارات تتضاءل بسرعة.


في سياق متصل، أعلن التحالف الدولي أنه أبلغ دمشق رسميًا بأنه لن يعارض أو يتدخل في أي عملية عسكرية قد تشنها الحكومة السورية في حال فشل المفاوضات مع “قسد”، مشددًا على ضرورة تسليم “قسد” للمدن الرئيسية مثل الرقة ودير الزور بشكل فوري وغير مشروط كخطوة أساسية في مسار الحل السياسي.


كما جدد التحالف موقفه الرافض لأي تحرك روسي في مناطق شرق الفرات، معتبرًا أن هذه المنطقة أصبحت خاضعة لعمليات مشتركة بين الجيش السوري الجديد وقوات التحالف، في إطار ترتيبات محددة تسعى الولايات المتحدة لتثبيتها ميدانيًا.


التحالف قدم أيضًا مجموعة من البنود الجديدة التي تهدف إلى تنظيم أي عمليات عسكرية مستقبلية قد تقوم بها دمشق في حال تعثرت التسويات السياسية، ما يعكس تنسيقًا عالي المستوى بين واشنطن ودمشق فيما يخص المرحلة المقبلة.


تتصاعد حدة التوتر أيضًا بسبب معلومات استخباراتية تشير إلى تورط بعض عناصر “قسد” في تسهيل مرور خلايا داعش عبر مناطق نفوذها، وبعضهم متورط بشكل مباشر في الهجوم الإرهابي الأخير على كنيسة، ما زاد من الضغوط على “قسد” وأجبر التحالف الدولي على إعادة تقييم موقفه منها.


المشهد الحالي يعكس تحولات جذرية في مسار الصراع السوري، حيث تعيد الولايات المتحدة ترتيب أوراقها وتضع “قسد” أمام خيارات صارمة، في وقت يقترب فيه الجيش السوري من استعادة السيطرة على المناطق الشرقية، وسط تصاعد احتمالات المواجهة العسكرية المباشرة إذا لم يتم التوصل إلى حلول سياسية سريعة وفعالة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 8