دعم ترامب القوي لنتنياهو في محاكمته، وتأثير ذلك على ملفات الحرب في غزة والمفاوضات الدائرة
سياق دعم ترامب لمحاكمة نتنياهو
في 26 يونيو 2025، دعا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى إلغاء محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو منحه عفواً رئاسياً، واصفاً القضية بأنها "مطاردة سياسية" (witch hunt)، وهدّد بربط استمرار المساعدات العسكرية الأمريكية بإيقاف الإجراءات القضائية ضده .
ردَّّد ترامب هذا الموقف واعتبر المحاكمة "تشتيتاً" يعيق جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتحرير الأسرى في غزة، مؤكداً أن إطالة المدة على نتنياهو يُعطّل المسار الدبلوماسي .
التوافق مع النشاط العسكري الإسرائيلي
في الأسبوع الأخير من يونيو 2025، أشار رئيس الأركان الإسرائيلي، اللواء إيّال زامير، إلى أن "عملية مركبات جدعون" شارفت على تحقيق أهدافها، وأن "الجيش قريب من الوصول إلى الخطوط المطلوبة"
تتزامن هذه التصريحات مع تقارير تفيد بأن إسرائيل تستعد لإصدار إعلان رسمي عن إتمام العملية خلال أيام، ما يعزز من فرص البدء في مفاوضات تبادل أسرى ووقف إطلاق نار شامل .
مقاربة ترامب: ربط دعم نتنياهو بالمصالح الإستراتيجية
ترامب يستثمر دعم نتنياهو عبر ثلاثة مداخل مترابطة:
الضغط القضائي كوسيلة للتأثير
يرى ترامب أن المحاكمة تُستخدم كأداة تضييق على نتنياهو من خصومه وحتى شركائه في الائتلاف، بهدف إجباره على تنازلات أو إنهاء مسيرته
وهو يراه الشريك الأنسب للاستمرار في تنفيذ "المشروع الأميركي في المنطقة"، مقارنة بأي قائد إسرائيلي آخر قد يدخل إلى مسار تفاوضي مختلف أو يعرّض الاتفاقات الإقليمية للضياع .
ربط الضغط القضائي بوقف الحرب
يعتبر إيقاف المحاكمة ضرورة لانتقال إسرائيل من حالة "الصراع العسكري" إلى "المفاوضات السياسية"، وتيسير المسار الدبلوماسي الرامي لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار .
. دلالات على تحوّل واشنطن إلى فرض صفقة شاملة
تقارير من مصادر أمريكية وإسرائيلية تفيد بأن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، متوجّه إلى واشنطن لمناقشة تفاصيل صفقة تشمل تبادل أسرى ووقف إطلاق نار وسط تشجيع أميركي واضح .
ترتبط هذه المبادرة باقتناع متنامٍ بأن "الخيار العسكري استنفد نفسه"، وأن الوقت حان للانتقال إلى مسار سياسي، وهو ما بدأت إسرائيل ترتب له على الأرض بعد إعلان قرب إكمال العملية العسكرية.
نتائج محتملة من الربط والاستراتيجية الأميركية
تأجيل المحاكمة/منح العفو
يهدُف لخفض الضغط الداخلي على الحكومة الإسرائيلية، وتمكينها من الانخراط الكامل في التفاوض دون "الإلهاء السياسي"، وفق رؤية ترامب.
تحقيق وقف وقف إطلاق نار وعودة أسرى
أخيراً تحقق الرغبة الأمريكية-الإسرائيلية في "صفقة شاملة" تشمل المراحل النهائية من "مركبات جدعون".
ضمان استمرار التحالف الأميركي–الإسرائيلي الراهن
مع نتنياهو في محور مركزي، يُتوقع أن يُحافظ ذلك على الاستقرار في إطار الاتفاقات الإبراهيمية والسياسات ضد إيران.
في المجمل، يظهر تحقيقنا كيف أن ترامب يشكّل من دعم قضائي لإحداث تغيير دموي في سياسة إسرائيل نحو غزة، ويعزّز من موقف نتنياهو كمنطلق أساسي لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الأميركية الإقليمية.
