الدفاع السورية تدعو الشباب لبناء جيش المستقبل

سامر الخطيب

2025.06.28 - 11:17
Facebook Share
طباعة

 في خطوة جديدة تهدف إلى ترسيخ مفهوم الانتماء الوطني وإعادة بناء المؤسسات السيادية على أسس حديثة، دعت وزارة الدفاع السورية شباب البلاد للانخراط في عملية بناء جيش وطني حديث، يتمتع بالكفاءة والاحترافية، ويُعدّ ركيزة أساسية لمستقبل سوريا المستقرة والقوية.


تأتي هذه الدعوة في ظل تحولات عميقة تشهدها البلاد بعد سنوات من الصراع، حيث تعمل الوزارة على إعادة هيكلة القوات المسلحة ضمن رؤية جديدة تضع الإنسان، والتكنولوجيا، والانضباط المهني في صميم أولوياتها. وتمثل هذه المشاركة، وفق التصور الرسمي، شرفاً ومسؤولية وطنية تقع على عاتق الجيل الجديد، الذي يُعوّل عليه في المساهمة بصياغة ملامح المرحلة المقبلة.


تؤكد الجهات المعنية في وزارة الدفاع أن عملية إعادة الهيكلة لا تقتصر فقط على التنظيم الإداري، بل تشمل تحديثًا شاملاً للمنظومة الدفاعية، يتضمن تطوير المناهج التدريبية، والاعتماد على التكنولوجيا الرقمية، وتبني آليات جديدة لتأهيل الكوادر العسكرية. كما يتم التركيز على ترسيخ عقيدة وطنية جامعة، بعيدًا عن التحيزات والانقسامات التي عصفت بالمؤسسة العسكرية في السابق.


وتعتمد الوزارة معايير دقيقة لقبول المتطوعين، لا تقتصر على اللياقة البدنية فقط، بل تشمل السلوك العام، والتحصيل العلمي، والقدرة على العمل ضمن فرق منظمة، مع اهتمام خاص بالشباب ذوي التخصصات التقنية والعلمية. ويهدف هذا التوجه إلى تعزيز قدرات الجيش المعرفية والتكنولوجية بما يتماشى مع تحديات العصر.


في السياق ذاته، تعمل الأكاديميات العسكرية على تطوير مناهجها واعتماد دورات تأهيل متخصصة لضمان إنتاج جيل جديد من الضباط يمتلك الكفاءة والرؤية الاستراتيجية، مع اعتماد نظام ترقية يستند إلى الأداء والانضباط، وليس إلى المحسوبيات أو الولاءات.


الوزارة، بحسب ما يتم تداوله، تبدي انفتاحًا على التعاون مع دول صديقة في مجالات التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات، وذلك ضمن أطر تحترم السيادة السورية وتراعي المصلحة الوطنية. ويجري العمل حالياً على توسيع الاتفاقيات الثنائية التي توفر الدعم الفني واللوجستي وتُسهم في رفع كفاءة الوحدات العسكرية.


من جهته، أكد وزير الدفاع في تصريح سابق أن عملية دمج الوحدات العسكرية ضمن مؤسسة واحدة باتت شبه مكتملة، في خطوة تهدف إلى توحيد القرار العسكري وتكريس مبدأ العمل المؤسساتي، مشيرًا إلى الانضباط العالي والوعي الذي أظهرته الكوادر خلال هذه المرحلة الانتقالية.


هذه الجهود تأتي في ظل رغبة واضحة ببناء مؤسسة عسكرية حديثة، قادرة على حماية البلاد، بعيدًا عن الدور الأمني التقليدي الذي طغى في الماضي، بحيث تصبح هذه المؤسسة في خدمة الوطن بكل مكوناته، لا أداة قمع أو تمييز.


وفي ظل هذا التوجه الجديد، تبقى مشاركة الشباب السوري حجر الأساس لأي إصلاح حقيقي في المؤسسة العسكرية، وركيزة ضرورية لبناء جيش وطني يعكس تطلعات شعب لطالما حلم بسوريا حرة، قوية، ومتصالحة مع ذاتها.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 3