أعلام روسية تُرفع مجددًا قرب نبل.. ما القصة؟

سامر الخطيب

2025.06.28 - 10:58
Facebook Share
طباعة

 أثار تداول صور تُظهر أعلامًا روسية مرفوعة فوق أحد المباني المهجورة قرب بلدة نبل في ريف حلب الشمالي، حالة من الجدل والانقسام بين متابعي الشأن السوري، وسط تساؤلات حول توقيت ومغزى هذه الخطوة، خاصة في ظل التوتر الأمني الذي تعيشه البلاد مؤخرًا.

الصور التي جرى تداولها على نطاق واسع، ظهرت فيها ثلاثة أعلام روسية فوق سطح مبنًى مهجور يقع على الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بمدينة غازي عنتاب التركية، وتحديدًا قرب البلدة التي تشهد منذ سنوات استقرارًا نسبيًا داخل نطاقها السكني. اللافت أن صورًا أخرى أظهرت عنصراً يرتدي زيّ الأمن العام يقف إلى جانب مركبة رسمية أثناء إزالة الأعلام من فوق المبنى، وهو ما يعزز من فرضية أن الواقعة حديثة وليست صورًا أرشيفية كما زعم البعض.

التفسيرات بشأن الحادثة انقسمت بين من يرى أنها محاولة متعمدة لإثارة الفوضى أو إرسال رسائل رمزية في منطقة ذات حساسية طائفية، ومن اعتبرها تصرفًا فرديًا أو استفزازيًا يهدف لتأجيج التوترات، خصوصًا أن الحادثة لم تترافق مع أي تحرك شعبي داخل البلدة، ولم تُسجّل أي أنشطة فصائلية أو مواجهات في المنطقة.

التوقيت كان ملفتًا، إذ جاء عقب تفجير استهدف كنيسة مار إلياس في العاصمة دمشق، ما دفع البعض للربط بين الحادثتين ضمن سياق توظيف الرموز السياسية والدولية – كالعلم الروسي – في سياقات أمنية وطائفية حساسة.

وفيما لم تصدر أي تصريحات رسمية من الجهات المحلية أو الأمنية توضح ملابسات الحادثة، فإن غياب ردود الفعل الميدانية داخل بلدة نبل يؤشر إلى أن الواقعة لم تكن جزءًا من عملية منظمة، بل قد تكون رسالة رمزية من جهة مجهولة، خاصة أن المبنى الذي رُفعت فوقه الأعلام يقع خارج النطاق العمراني، ولا يُستخدم لأي نشاط معروف في الفترة الأخيرة.

تكرار رفع رموز دولية كالعلم الروسي في أماكن غير رسمية أو مهجورة يُعيد إلى الأذهان مشاهد مماثلة عاشتها مناطق سورية أخرى، حيث سُجّلت حوادث متفرقة مشابهة في ظل تغيّر الخارطة الأمنية والسياسية، ومحاولات بعض الأطراف إعادة التذكير بوجود نفوذ خارجي أو ولاءات ماضية.

ورغم غياب أي تحرك رسمي حتى الآن، فإن الحادثة تكشف هشاشة الوضع الداخلي في بعض المناطق، واستمرار استخدام الرموز والشعارات في إشعال الخلافات أو الإيحاء بتوجهات معينة لا تعبّر بالضرورة عن الواقع الميداني أو عن رغبة السكان.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 3