مصدر اميركي رفيع لاسيا: نتنياهو سيستفز ايران مجددا

حوار نتاليا نوفاك – واشنطن – حصري وخاص

2025.06.27 - 07:40
Facebook Share
طباعة

في اطار الاطلاع على اراء الفاعلين في المراكز البحثية التي تقف خلف السياسات الخارجية الاميركية في المعتاد، اجرت الصحفية الاميركية المتعاونة مع وكالتنا نتاليا نوفاك حوارا خاصا وحصريا مع احد كبار الباحثين السابقين الذي خرج الى التقاعد قبل سنة ونصف فقط من عمله في مكتب الاستخبارات والبحوث في الخارجية الاميركية INR )) وهو مكتب رسمي داخل وزارة الخارجية، ويُعد جزءًا من مجتمع الاستخبارات الأمريكي، وهو مسؤول عن جمع وتحليل المعلومات الاستخبارية والسياسية لتوجيه قرارات السياسة الخارجية، ويجري سنويًا مئات الاستطلاعات في أكثر من 100 دولة
ونظرا الى المخاطر التي تتسبب بها ادارة دونالد ترامب على المصلحة العليا الاميركية، وافق الباحث والعامل الان في مجال اكاديمي بحت على مشاركتنا رؤيته للحلول الممكنة لما اسماه " التغول المضر باميركا لاصدقاء نتنياهو في ادارة دونالد ترامب. الحوار هام وصريح ومباشر لكن من الصعب قانونيا التصريح باسم المصدر نظرا لموقعه الرسمي السابق في الخارجية.


لكن، قبل قرائتكم للمقابلة نود أن نوضح ما يلي:
• هذه المقابلة تُقدَّم "باسم المصدر" الذي رفض الكشف عن اسمه أو وظيفته الفعلية لأسباب قانونية.
• نعتبر المحتوى يعكس وجهة نظر الشخص، دون أن نؤكد صحة كل تفصيل.
• لم نتمكن من التحقق المستقل من المزاعم حول خطوات نتنياهو أو ترامب، أو خطط تغيير النظام الإيراني.
• لا نُعلن أن ما ورد فيها يمثل موقفنا الرسمي، بل ننشرها لإتاحة الحوار وإثراء النقاش العام حول قضايا راهنة في السياسة الأميركية.
مراسلنا في واشنطن وصحفيين متعاونين مع الوكالة يعملون حالياً على محاولة الحصول على مصدر ثاني أو تأكيدات إضافية. إذا وردت قرائن أو وثائق جديدة، سنُزود قراءنا فوراً بتفاصيلها.
نهدف في وكالة انباء اسيا إلى تعزيز المسؤولية القانونية والأخلاقية في النشر، ونضمن أن تظل وكالتنا منبراً موثوقاً، يعكس التزامات الشفافية، ويتيح لكم — قرّاءنا— فرصة تقييم المحتوى بمنظار نقدي واعٍ.
وشكراً لثقتكم بنا،
رئيس التحرير

 

الحوار
سيدي، هل كنت انت المصدر الذي كشف للصحفي الاستقصائي سايمور هيرش عن موعد الضربة الجوية التي أمر دونالد ترامب بتوجيهها للمراكز الايرانية النووية الثلاث؟؟
اعتقد ان هيرش حصل على المعلومة تلك من احد مساعدي الرئيس المباشرين، فهم تعمدوا الاعلان عن موعد الغارات ليبرروا لاحقا فشلهم في تحطيم الاصول النووية الايرانية.


س: ما هي الدروس المستقاة من حرب الاثني عشر يوما كما اسماها الرئيس دونالد ترامب؟؟

 

ج: لقد سقط بنجامين نتنياهو في هاوية الغرور، فهو بحكم علاقاته الشخصية الوثيقة بعشرات من اصحاب الثروات الطائلة في الولايات المتحدة وخصوصا اولئك المؤثرين على اروقة الدولة العميقة في واشنطن والتي لا تتبدل بتدبل الادارات والرؤساء من اصحاب الشركات التي لا يمكن للعسكريتاريا الامنية وللتفوق التقني العسكري الاميركي ان يستمر بدون شركاتهم ومراكز ابحاثهم واموالهم، هؤلاء المؤثرين طبعا على كل من يسكن في البيت الابيض يعتمد عليهم بنجامين نتنياهو لفرض اجندته الشخصية حتى على رئيس معاند ونزق ووقح مثل دونالد ترامب الذي رضخ لنتنياهو لا اعحابا باجندته الحربية بل رضوخا من ترامب لداعميه من الممولين والاصدقاء الشخصيين والشركاء في شركاته القديمة والجديدة التي تنشا كما الفطر من اموال الشراكات اليهودية الاميركية مع الاموال السعودية والاماراتية والقطرية واغلبها تدار من ابناء ومن صهر دونالد ترامب شخصيا.
هنا اختلطت المصلحة الشخصية لترامب وعائلته بالمصلحة الشخصية للموهوم بعظمة الملوك التاريخيين من امثال دايفيد وابراهام وجوزيف المسمى بنجتامين نتنياهو. لهذا جرنا الاسرائيليون الى حرب لتغيير النظام الايراني وكل كلام اخر عن ضربة استباقية لمنع ايران من امتلاك القنبلة النووية هو هراء بهراء لان ايران لو ارادت ان تبني برنامجا عسكريا لفعلت منذ العام 2012 ولفعلت منذ العام 2017 يوم انسحب ترامب من المعاهدة الثلاثية الاوروبية الاميركية الايرانية حول النووي الخاص بها والذي خرج منه ترامب واوقف مفاعليه الاوروبيين وبقيت ايران ملتزمة بمضامينه خوفا من توسيع العقوبات واعادة تلك التي اقرتها الامم المتحدة عليها بموافقة صينية روسية قبل العام 2015 وهو عقوبات لا يمكن للفيتو الصيني او الروسي وقف اعادة تفعيلها لان الوزير المفضل لدى الاميركيين الايراني جواد ظريف عاشق النموذج الاميركي في الحياة كما وصفه مرة في حوار صحفي الوزير الاسبق جون كيري، رضي باتفاق يتضمن اعادة العقوبات الاممية بشكل تلقائي ما ان يطلب اي طرف اوروبي او اميركي ذلك.


س:هل نجحت اسرائيل اذا في توريط اميركا؟؟


ج: ليس بعد، لكنهم لن يتوقفوا عن المحاولة ونحن امام فترة زمنية بسيطة قبل ان يعند بنجامين نتنياهو الى قصف هدف ايراني ما لاستفزاز الايراني كي يردوا عليه فيوجعونه فيصرخ طلبا للنجدة الاميركية فيتدخل اصدقائه الصهاينة في ايباك وغيرها ثم يتدخل الانجيليون الصهاينة ويقيمون الصلوات لحصول حرب نووية حتى يعود مسيحيهم فيخاف ترامب من خسارة حظوته لدى اللوبي الذي حماه من الملاحقات القضائية والذي يتوقع ان يسمح لذريته من بعده في الوصول الى اللبيت الابيض ايضا (يحكى عن ايفانكا انها تنافس اخيها الاكبر في الوصول الى حاكمية فلوريدا مستقبلا في طريقهم الى البيت الابيض على خطى ابيهم لكن بالطرق الكلاسيكية)


س: ما المشكلة في تغيير النظام الايراني برأيك؟؟ اليس هذا من مصلحة الاميركيين؟؟

 

ج: ايران ليست العراق، ولا هي افغانستان، فاذا فشلت قواتنا في تغيير الانظمة في البلدين واتت النتيجة مخالفة لما خططنا له في بلد صغيرة نسبيا مثل العراق مقارنة بايران، واذا ما فشلنا في افغانستان الغارقة في الانقسامات العربية والفصائلية فكيف سننجح في ايران التي يمثل الشيعة تسعين بالمئة من سكانها وهم رغم انقساماتهم الاثنية بين فرس ولور واذريين وكرد الا ان العصبية الوطنية والشيعية تشد عضد السلطة الاسلامية في طهران بنواة صلبة مقاتلة ومعاندة رايناها كيف توحدت ضد الضربة الاميركية التي لم تكن حربا معلنة على الشعب بل على النظام ومع ذلك راينا اغلب المعارضين المحترمين في اميركا من الايرانيين يعلنون رفضهم للخطط الاميركية والاسرائيلية لتغيير النظام بل ان اشرس المعارضين قالوا ان العدوان الاسرائيلي واسموه عدوانا هو وسيلة لمنح النظام الاسلامي طوق نجاة ومدد حياته لعقود مستقبلية.
ثم فلننظر الى ليبيا، الم نتدخل هناك؟؟
تدخل حلف الناتو و أزاح معمر القذافي — لكنه ترك بلداً ممزقاً تغلغلت فيه الميليشيات والجهاديون. حتى غزو إسرائيل للبنان عام 1982، الذي هدفت منه إلى إعادة تشكيل الحكم في بيروت، انتهى بدلاً من ذلك في مستنقع دموي دام ما يقرب من عقدين.


س: لكن الضربة الاسرائيلية لحزب الله نجحت في فرض نظام حكم موال بالكامل للاميركيين؟؟


ج: هذه وجهة نظر قاصرة عن معرفة لبنان وعن معرفة الخبايا الحقيقية للكواليس الديبلوماسية. نعم حزب الله تلقى ضربة قوية جدا حطمت التنظيم الامني والعسكري لجيش مؤلف من عشرات الاف المقاتلين فقضت الضربة على القادة والقيادة العليا والوسطى لكنها تركت صناع الصواريخ الدقيقة والذكية احياء، وهم بالالاف، وتركت قوات مدربة لا زالت اغلبها يحترم قرار القيادة بالهدنة ولكن الى حين، واستبدلت قيادة كاريزماتية باخرى بليدة ومملة لكن هذا الوضع خلقه اتفاق في الكواليس بين اميركا وطهران كشرط من شروط المفاوضات الاميركية الايرانية وكون الايرانيين اكتشفوا ان الحكومة الاصلاحية بقيادة الوسطيين قد استدرجت طهران بالمفاوضات الى مجزرة كادت توجي بالقائد الاعلى علي خامنئي فاني اتوقع ان يصبح كل كل من نادى بالتفاوض والتعامل الايجابي مع الغرب ومع واشنطن في ايران ضحية للقمع والعقاب وربما نرى بعض المتهمين من القيادات الاصلاحية في السجون والمحاكم بتهمة الخيانة. وما رأيناه في لبنان والعراق من هدوء مصنطنع لعملاء ايراني وادواتها هو مجرد وهم عشناها كحقيقة في واشنطن وفي القدس ولكن الجقيقة ستصدمنا فما اوقف المعارك في لبنان هو تفاهمات وما غيب النشاط المسلح لاذرع ايران في العراق وسورية سوف يعيدها الى العمل وبقوة لان القائد الاعلى الايراني اكتشف انه كاد يفقد راسه بسبب نصائح الاصلاحيين محبي الغرب وسوف يعمل بالتأكيد فورا بعدما خرج من الحرب الاخيرة مع اميركا واسرائيل بمكسب كبير وهو حقيقة ان الكثير من دوائر ايران العليا مخترقة لكن احدا في القدس وواشنطن لم يكن يعرف شيئا عن قدرات ايران الصاروخية ولو عرفوا لما خاضوا حربا مباشرة ضدها فلولا وقف الحرب لراينا خسائر اسرائيلية غير مسبوقة لان القبب الفولاذية نفذت ذخائرها وسفننا في البحرين الاحمر والمتوسط لم تعد قادرة على اطلاق صواريخ مضاداتها الجوية التي شاركت في حماية اسرائيل من الصواريخ الايراني بنسبة نجاح متوسطة وبالتالي لولا وقف اطلاق النار لحصلت خسائر في اسرائيل لا يمكن تحملها وكانت ستجر اميركا لردود ردعية ستدفع ايران بدل وقف اطلاق النار الى استخدام قدراتها لتدفيع القواعد الاميركية ثمنا باهظا.


س: هل تثق بان ايران اقوى من اميركا في الخليج الفارسي؟؟


ج: لا اثق بان هناك اي قوة على وجه الارض اقوى من اميركا، قواتنا المسلحة هي الاعظم على مدار التاريخ البشري والى يوم فناء البشرية ليس هناك ولن يكون هناك قوى اكبر من اميركا، ولكن هناك خسائر واجب على الشعب الاميركي ان يتحملها ليخمي امنه القومي وهناك خسائر وحروب لا قيمة لها ولا تضيف شيئا لمصالح الاميركيين ولامنهم وهي حروب عبثية سيورطنا فيها اغبياء من عيار جورج بوش ومن عياء وزير دفاعنا وزوجته التي يشركها في اجتماعات البنتاغون وكانهما في كنيسة صلاة لطب بركة الرب لاسرائيل لا في وزارة دفاع الامبراطورية الاميركية.
من الأسهل التفاهم مع ايران لولا العدائية الاسرائيلية بدل قصفها.

س: هل يؤمن نتنياهو بقدرته على تغيير النظام الايراني بعد ما حصل بين 13 و 25 حزيران يونيو؟؟


ج: بحسب المجتمع الاستخباراتي الاميركي فان نتنياهو اقنع داعميه من اصحاب المليارات من الاميركيين الصهاينة بانه قادر على ذلك لو لم يوقف ترامب الحرب. لهذا زعم نتنياهو انه حقق نصرا يتمثل في حرية الحركة المطلقة لطائراته في الاجواء الايرانية. وهذا بناء لغوي نفسي لتوريط الاميركيين مستقبلا في حرب اخرى ضد ايران.
معلوماتي ان نتنياهو كان قد قترح على مؤيديه. إسقاط حكومة إيران عبر انشقاق داخلي في صفوف النخبة الحاكمة بعد الضربة لكنه برر عدم حصول الانشقاق الى انه لم يعطي حلفاء الموساد في قلب النظام الاشارة اللازمة للانطلاق لنجاة المرشد الايراني من الضربة الاولى ولاختفاءه طوال فترة الحرب حيث سلم صلاحياته لمجلس قيادة بديل.


س: برايك هل اسقاط النظام ممكن الان؟؟

 

ج: برأي ان الدولة الدينية لديها قوة استثنائية، مستمدة قوتها من مؤسسات الأمن وشبكات السلطة وقدرتها المستمرة على قمع المعارضين حتى اولئك المتعاونين مع كبار اركان النظام ولم يمضي وقت طويل منذ جرى اعدام احد معاوني مستشار خامنئي وسكرتير مجلس الامن القومي الايراني الذي اكتشف الايرانيين انه عميل بريطاني.
قد يؤدي الضغط العسكري الخارجي إلى زعزعة الاستقرار، لكنه نادراً ما يؤدي إلى الإطاحة بالنظام. الا اذا تورطنا في ايران بغزو بري. و حتى لو انهار النظام — كما حدث مع نظام بشار الأسد في سوريا عام 2024 — فمن المرجح أن يكون السبب تفككاً داخلياً، لا بسبب الغزو الخارجي، فهل ترون ان في ايران دولة مفككة بعد الضربة الاميركية الاسرائيلية؟؟
بغض النظر عن الهجمات الإسرائيلية أو الإسرائيلية – الأمريكية أو أي تكتل آخر، تظل حكومة إيران تحت ضغط كبير. اقتصاد إيران في أزمة حالية. وعزلتها الدولية مستمرة. اللحظة الحالية ليست مناسبة للانهيار، بل للعودة إلى الدبلوماسية. هناك فرصة لتغيير سلوك النظام — دون الإطاحة به — وبطريقة تتجنب كارثة الاضطرابات غير المخطط لها.
المجتمع الامني الاميركي الرصين لا اصحاب المصالح مع ايباك يرون ان الضغط الاقتصادي على ايران اوصل قيادتها الى قرار كبير بالتصالح مع الاميركيين لكن بشروط لا تعني الاستسلام الكامل بل تبادلا للمصالح فلماذا لم نمشي في تلك الخريطة الواضحة والمجزية لنا وللشرق الاوسط ولاسرائيل فالمغريات الاقتصادية لايران وشعبها هي ضمانة لتخليها عن وجهها العسكري المتمرد وهو امر سيجعلها تتخلى عن عدوانيتها تجاه اميركا واسرائيل وتجاه حلفائنا العرب وسيصبح لاذرعها في الشرق الاوسط مهمة افضل لنا هي مهمة تبرير العلاقات الودية والاقتصادية بين مثلهم الاعلى في طهران وبين من وصفوه بعدوهم الاكبر اي اميركا.


س: هل هذا هو رأيك شخصي ام يمثل وجهة نظر رسمية؟


ج: رأي الشخصي هو خلاصة تهمني وحدي لكن ما اصرح به في مقابلة ستنشر على الراي العام هو راي يمثل ما يتداوله الحريصون على المصلحة الاميركية في الخارجية وفي وزارة الدفاع وفي اجهزة الاستخبارات وقد عبرت تولسي غابارد سكرتيرة الامن الوطني عن تلك الاراء علنا اكثر من مرة ما دفع الاحمق ترامب لاهانتها علنا مع انها عضو اساسي في ادارته.
ينبغي لنا بدلاً من التركيز على القدرات النووية لإيران، ينبغي للولايات المتحدة وشركائها أن يسعوا إلى مبادرة دبلوماسية شاملة تشمل جميع المشاكل المتراكمة طويلًا بين إيران وجيرانها والغرب.
أولاً، يجب أن تقدم هذه المفاوضات إطارًا يمنع إيران من اقتناء أسلحة نووية، مع تقديم ضمانات موثوقة بأن الولايات المتحدة وإسرائيل لن تسعيا لتغيير النظام. هذا النوع من الاتفاق المزدوج الصعب ليس مستحيلاً، بالنظر إلى ضعف إيران، وإدراك إسرائيل أن الاتفاق قد يكون أفضل خيار لإيقاف المجهود النووي الإيراني على المدى الطويل. ويتطلب ذلك حدوداً موثقة لتخصيب اليورانيوم لنظام التحقق القابل للتوثيق. وبالمقابل ستنال إيران تخفيفاً تدريجياً للعقوبات وتطبيعاً للعلاقات التجارية.
ثانياً، يجب أن يتجاوز الاتفاق حدود السلاح النووي ليشمل التزامات من إيران بتقليص دعمها لجماعات الوكالة مثل حزب الله، وحماس، والحوثيين، والعناصر المسلحة في العراق وسوريا. ويُفترض أن يشجع على خطوات تدريجية لتهدئة الأوضاع في المنطقة، مع آليات لحل النزاعات، والتحقق، والتطبيق. والأهم أن الاتفاق لا يكون بين الولايات المتحدة وإيران فقط؛ بل يجب دعوة أصحاب مصلحة إقليميين وعالميين — مثل السعودية، والإمارات، وقطر، والعراق، والاتحاد الأوروبي، والصين، وروسيا — للمشاركة في رسم الضمانات ودعم العملية.
ثالثاً، هذا النهج يعترف فقط بمصلحة مشتركة في تجنب انهيار الامن في الشرق الاوسط،، والانتشار المحتمل للعنف المتطرف. عبر خلق قنوات دبلوماسية جديدة — وإصلاح تلك التي تلاشت — يمكن للدبلوماسية الموسعة أن تقدم مسارًا يرتكز على الواقعية والتكافؤ، لا على الإكراه والتهديد.

 

س: ما الذي ومن الذي يضمن تجاوب ايران بعدما خان الاميركيون ثقتها؟؟


ج: المنافع الاقتصادية الفورية، لقد اقترح مركز الدراسات التابع للخارجية عرضا مغريا لايران رفضه الاحمق بومبيو قبل الحرب الاخيرة ويجب ان يقبله الان وهو عرض كان يفترض ان يحمله ويتكوف الى الايرانيين ويتضمن السماح لهم فورا بشراء مئات الطائرات النفاثة المدنية من بوينغ، عبر استعمال اموال مبيعاتهم من النفط والغاز والكهرباء لكل من العراق والصين وعبر فك حجز الاموال الايرانية في بنوك كورية وصينية. كان يجب أن يكون ذلك العرض هو الطعم في صنارة تمسك النظام الايراني من رغبته في تامين انجاز اقتصادي لشعبه المتافف والقلق والفاقد لاقل مقومات الحياة والرفاهية بسبب سياسات النظام التي رد عليها الغرب بالعقوبات الاقتصادية. الكلام الكثير لن يغري نظاما عنيدا لكن رفع العقوبات عن شراء الطائرات المدنية واستخدام اموال محتجزة في منفعة لايران وللشركات الاميركية كان امرا رائعا سيرحب به القائد الاعلى لايران شخصيا بل كنا لنراه ربما هو من يعلن " اطلب من الرب ان يبارك اميركا" بدلا عن قولا ترامب لذلك بعدما امر نتنياهو بعدم قصف طهران بعد ساعات من دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ.
الاغراء مفيد، وكان يتضمن الاتفاق مسارًا نحو علاقة ودية : وصول إلى الأصول المجمدة، واستئناف صادرات النفط، وإعادة الاندماج في الأنظمة المالية العالمية — وكل ذلك كان مرتبطا في خطة الخارجية بالامتثال القابل للتحقق، لا بالثقة فقط. اي بفتح صندوق باندورا ايران النووي على مصراعيه للمفتشين الاميركيين وليس لمفتيشي الوكالة الدولية فقط.
الخطة المقترحة كانت تعتمد ايضا على وسائل ايجابية بحيث أن تتناول العوامل النفسية الأعمق لسلوك إيران. لقد تم تشكيل اعتماد طهران على جماعات الوكالة — مثل حزب الله وحماس والحوثيين والميليشيات في العراق — كنتيجة لعزلتها وإدراكها للتطويق العدائي. فإطار يعيد الشرعية الدولية ويقلل من الشعور بالتهديد قد يغير من حسابات إيران. قد لا يغير النظام، لكنه قد يمنحه سببًا للمشاركة — وترك الصراع الذي استمر لعقود. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 6