كيف قاد قرار ترامب إيران نحو نقطة الانفجار النووي

دِكلان غالاغر – نيويورك

2025.06.27 - 07:34
Facebook Share
طباعة

من منظور تحليلي، تبرز نتائج واضحة للاستراتيجية المتقلبة لنتنياهو، الذي صُوّرت تصريحاته على أنها دافع لإيران نحو السلاح النووي. لكن الخطوة الأكثر تأثيراً جاءت من ترامب نفسه، حين قرر الانسحاب الكامل من الاتفاق النووي لعام 2015 عام 2018، مبددًا الضوابط على قدرات التخصيب ومانحًا إيران فرصة للعودة إلى مستويات تخصيب قريبة من عتبة الأسلحة.


تبعتها حوافز اخرى لايران نحو القنبلة النووية هي حرب اسرائيلية لازالة النظام عبر القضاء اغتيالا على قادته الارفع سياسيا ودينيا وعسكريا وامنيا في 13 و 14 و 15 و 16 حزيران يونيو 2025 ثم بغارات جوية أميركية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية. ورغم إعلان المسؤولين عن "أضرار جسيمة" في المنشآت، تبين لاحقاً أن حوالي 408 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب نُقلت إلى مواقع آمنة قبل الغارات، مما حدّ من الأثر المخطط له على البرنامج النووي بالكامل.


من الناحية الفنية، تؤكد الجهات المختصة أن "المعرفة النووية لا تمحى بالقصف". فعلى الرغم من تضرر مواقع مثل نطنز وفوردو، تظل المنشآت تحت الأرض فعالة، مما يتيح لطهران استئناف مسارها المتعلق بالبرنامج متى شاءت.


أما على المستوى السياسي، فقد أثار استخدام القوة قبل استنفاد السبل الدبلوماسية علامات استغراب من خبراء دوليين، الذين اعتبروا أن هذا الأسلوب قد يضعف مصداقية واشنطن، ويدفع إيران بقوة تجاه تسريع وتيرة البرنامج النووي خصوصا بعددما ارتكب دونالد ترامب جريمة حرب علنية بطلبه المشفوع بتهديدات مستترة توحي بانه كان سيقصف طهران بالنووي حين امر سكانها بالرحيل عنها اي ان رئيس اقوى قوة نووية امر سكان عاصمة دولة ذات سيادة بالفرار منها وعددهم 14 مليون نسمة.


اليوم، يردد محللون من مؤسسات فكرية رفيعة مثل CSIS وBrookings أن الحل الأمثل للخروج من هذا المأزق هو التوجه لدبلوماسية مستمرة، عبر توثيق عودة التفتيش وتنفيذ ضمانات تقنية ملموسة. القنابل بإمكانها تأخير المشروع، لكنها لا تقضي عليه، بينما الحوار المكثف قد يعيد التوازن ويمنع انزلاق إيران نحو امتلاك أسلحة نووية.


الشيء الوحيد الذي حققته الحرب الاسرائيلية الاميركية على ايران هي تحقيق عكس الهدف الذي ارادت تل ابيب وواشنطن تحقيقه. فبدلا عن اسقاط النظام اطالوا بعمره، وبدلا عن التسبب بانتفاضة شعبية ضد السلطة في طهران التفت الجاليات الايرانية المعارضة لطهران في لوس انجيليس ومونتريال وباريس ولندن وبرلين ودبي حول المرشد الاعلى مع كراهيتهم له شخصيا الا انهم صاروا من عشاقه لانه في الحرب تحول لرمز اوحد للقومية الايرانية المجيدة. وللتذكير:
1. انسحاب ترامب أتاح لإيران رفع مستوى التخصيب إلى ما قبل مستويات ما قبل الاتفاق.
2. الضربات الجوية أحدثت "أضراراً هائلة" لكنها لم تنه البرنامج النووي بشكل نهائي.
3. المعرفة والبنية التحتية لا تزال قائمة، مما يعني أن طهران قادرة على مواصلة التخصيب.
4. التهديد بقصف طهران بالنووي سوف يبرر للحكم الايراني تبني الخيار النووي المسلح لحماية الايرانيين قبل حماية النظام المكروه من شعبه الى ان جاء بنيامين نتنياهو وجعله النظام الحامي للوجود الايراني شعبيا ومؤسساتيا


باختصار، ترامب لم "يهدي" القنبلة لإيران مباشرة، لكنه وفر البيئة الملائمة كي تعتبر امتلاكها خياراً قابلاً للتحقيق. والآن، الوسطاء والحوار هما الأمل الحقيقي للسلام، لا القصف والحرب. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 4