محادثات لوقف التصعيد الإسرائيلي بسوريا

رزان الحاج

2025.06.26 - 11:18
Facebook Share
طباعة

 
في ظل التصعيد المتواصل على الجبهة الجنوبية لسوريا، كشف الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، عن وجود مفاوضات غير مباشرة تجري عبر وسطاء دوليين بهدف وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وخاصة في محافظة القنيطرة ومحيط الجولان السوري المحتل.


جاء هذا الإعلان خلال لقاء جمع الشرع بعدد من وجهاء وأهالي القنيطرة في قصر الشعب بدمشق، حيث تم التطرق إلى الأوضاع الخدمية والمعيشية في المنطقة، بالإضافة إلى تصاعد التوغلات الإسرائيلية، التي باتت تشكّل تهديدًا مباشرًا لحياة السكان واستقرارهم.


تشهد مناطق ريف القنيطرة المحاذية للجولان سلسلة من الانتهاكات المستمرة، من أبرزها عمليات تجريف الأراضي، وهدم المنازل، واختطاف المدنيين. ومن الحوادث الأخيرة، هدمت القوات الإسرائيلية عشرة منازل في بلدة الحميدية، بعد إجبار سكانها على الإخلاء، بذريعة قربهم من مواقع عسكرية إسرائيلية جديدة أُنشئت مؤخرًا في المنطقة. كما أُفيد بسيطرة القوات الإسرائيلية على سد "المنطرة" الاستراتيجي في ريف المحافظة الغربي، ومنع السكان من الوصول إليه.


وسط هذه التطورات، تتزايد المؤشرات على وجود قنوات تفاوض غير معلنة بين دمشق وتل أبيب. فبحسب تقارير صحفية دولية، تسعى سوريا إلى احتواء التصعيد عبر وساطات إقليمية، خاصة عبر دولة الإمارات، التي قيل إنها تلعب دورًا محوريًا في تسهيل الاتصال بين الطرفين. وتشير المعطيات إلى أن هناك تواصلاً على مستويات متعددة، سواء كان عبر وسطاء أو من خلال قنوات مباشرة، في مسعى لتهدئة الأوضاع وتجنب توسّع رقعة الصراع.


وتعزز هذه المعطيات تصريحات نُسبت لمسؤولين إسرائيليين، من بينهم رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، الذي أشار في اجتماع داخلي إلى وجود حوار مباشر مع سوريا، بل وطرح إمكانية انضمامها إلى اتفاقيات التطبيع الإقليمية، على غرار اتفاقيات “أبراهام” التي انضمت لها عدة دول عربية.


في المقابل، لا يبدو أن إسرائيل بصدد التراجع عن تمركزها العسكري في الجنوب السوري. فوفق ما نُقل عن وسائل إعلام عبرية، أنشأت تل أبيب "منطقة أمنية" داخل الأراضي السورية، يتم عبرها تنفيذ انتشار عسكري متزايد، يشمل إنشاء مواقع دائمة وزيادة عدد الألوية العاملة على الأرض. وقد أعلنت القيادة العسكرية الإسرائيلية نيتها البقاء في هذه المنطقة حتى نهاية عام 2025 على الأقل، في إشارة إلى تحول الوجود العسكري الإسرائيلي في سوريا من ظرفي إلى دائم.


في خضم هذه المعادلة المعقّدة، تبقى آمال السوريين في الجولان والقنيطرة معلقة على نتائج تلك التحركات السياسية، التي إن نجحت، قد تشكّل بداية لتخفيف التوترات، ووضع حد للاعتداءات التي أثقلت كاهل السكان، وهددت أمنهم واستقرارهم لعقود. وفي المقابل، تتزايد المخاوف من أن تؤدي المعطيات الحالية إلى تعميق التوتر، خاصة في ظل غياب موقف دولي حازم يضع حدًا للتوغلات والانتهاكات المتكررة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 4